ألقى مراقب الكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة في جنيف رئيس الأساقفة سيلفانو توماسي مداخلة أمام المشاركين في أعمال الدورة التاسعة والعشرين لمجلس حقوق الإنسان بشأن الحوار التفاعلي، وبحسب ما نقلته إذاعة الفاتيكان اعتبر توماسي أن البلدان المعنية بهذه الظاهرة لم تتمكن حتى اليوم من إدارتها وتنظيمها، متحدثًا في هذا الإطار عن غياب إستراتيجية بعيدة الأمد على الرغم من سخاء العديد من الدول فيما يتعلق بمنح اللجوء واستقبال المهاجرين. وذكّر رئيس الأساقفة المؤتمرين بكلمات البابا فرنسيس الذي اعتبر أن ترك الأخوة يموتون في البحر يشكل تعديا على الحياة، كما لفت إلى أنه منذ شهر كانون الثاني الماضي قضي عدد كبير من المهاجرين غرقا في مياه البحر الأبيض المتوسط.
الى جانب ذلك تطرق المونسنيور توماسي وبحسب المصدر عينه إلى ظاهرة الاتجار المنظّم بالكائنات البشرية التي تستغل أشخاصًا بائسين، وهذا يضاف إلى آفة الفقر وانعدام فرص العمل والأوضاع السياسية المتأرجحة والتمييز والأزمات الصحية والحروب الدامية والمجاعات. ومن هذا المنطلق شدد توماسي أنه لا بد من العمل على مواجهة أبرز تحديات القرن الحادي والعشرين وفي طليعتها ظاهرتا الهجرة والتبدلات المناخية، معتبرًاأن الوقت يمر وكلما انتظرنا كانت الكلفة أعلى مشددا على ضرورة العمل على ضمان حقوق المهاجرين المتنقلين، على الصعيدين الوطني والدولي.
الى جانب ذلك سلط المونسنيور الضوء على ضرورة ضمان الحق في الحياة بالنسبة لكل كائن بشري بغض النظر عن وضع الأشخاص، ولفت إلى ضرورة حصول توزيع منصف للمهاجرين في البلدان الأوروبية وباقي أنحاء العالم مع إيلاء اهتمام خاص بالمتطلبات الأمنية والاجتماعية. كما لا بد أن توفّر السلطات المعنية قنوات قانونية آمنة للهجرة بشكل يوفّق بين ضمان حقوق المهاجرين والمصالح المشروعة للمجتمعات المضيفة، هذا وأشار إلى ضرورة عدم اعتبار المهاجرين كعبء على الدول المضيفة لأنهم يقدمون إسهامهم في النسيج الاقتصادي كما يُغنون الثقافة الوطنية بقيم ووجهات نظر جديدة، ويسددون الضرائب، وينشطون في مجال الأعمال.