أبانا صاحب الغبطة والنيافة الكلّيّ الطوبى
إخواني السّادة المطارنة الأجلّاء
1. بعد أن أقمنا رياضتنا الروحية وتأملنا بالشهادة المسيحية المنتظرة من كل واحد منّا في حياته الشخصية وعلاقته مع الأساقفة وكهنة الأبرشية ورهبانها وراهباتها ومؤمنيها، ومع الكنائس والأديان الأخرى، نبدأ اليوم، بالنعمة الإلهية، أعمال سينودس أساقفة كنيستنا المقدّس. وهو برئاسة البطريرك السلطة العليا في كنيستنا لما له من سلطات تشريعيّة وتدبيريّة وقضائية.
وتجب موافقته في العديد من القضايا الإدراية التي يحدّدها القانون العام. وله أن يُدلي بتوجيهات على المستوى الوطني داخل النطاق البطريركي،فيما يختصّ بالمبادئ والثوابت المرتبطة بتأمين الخير العام، وممارسة العدالة، وإنماء الشخص البشري والمجتمع، وتعزيز الحريات العامة، وحفظ المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات وأمام القانون بحكم المواطنة، وإحلال السلام.
2. شؤون أساسيّة عديدة تنتظرنا: تنشئة كهنتنا في النطاق البطريركي وبلدان الانتشار، ودراساتهم العليا؛ الليتورجيّا وحركة الإصلاح والتجديد فيها، وهي الضامنة لوحدة كنيستنا على مدى انتشارها؛ أوضاع الأبرشيات وحاجاتها لاسيما في شرقنا وأوضاعه المأساويّة الراهنة؛ محاكمنا وخدمة العدالة والمصالحات وإعداد الخطّاب للحياة الزوجية والعائلية، تعزيزًا لحياتهم السعيدة ورسالتهم، والإحاطة بهم عند التعثّر ومساعدتهم على تجاوز الصعوبات الطارئة؛ التعليم اللاهوتي ووحدته، في بعديه العقائدي والأخلاقي، وفقًا لتعليم الكنيسة الرسمي؛شؤون المطارنة المتقاعدين وخدمتهم الجديدة؛ تنظيم القضايا الإدارية والماليّة في الكرسي البطريركي والأبرشيات؛ تدابير كنسيّة على مستوى الرسالات والأبرشيات؛ التفكير في خطة روحية وراعوية استعدادًا للدخول في سنة الرحمة الإلهية التي أعلنها قداسة البابا فرنسيس، وهي حاجة عالمنا الملحّة.
3. كل هذه القضايا، الموضوعة بين أيدينا في تقارير مفصّلة تقتضي منّا اتّخاذ التدابير اللازمة بشأن النقاط المطروحة من أصحابها. إننا نعالجها بروح المسؤولية أمام الله وحاجات الكنيسة الجامعة وكنيستنا المارونية، بعيدًا عن أيّ غاية أو مصلحة خاصّة، وبتجرّد وتحرّر من أية ضغوط وارتباطات وشروط.
فمن الضرورة أن يُدلي كلّ واحد برأيه حرًّا وموضوعيًّا ومسؤولاً وبكلّ صراحة. فنحن كنيسة سينودوسيّة تحتاج إلى مشاركة الجميع ورأي الجميع. ومن الواجب الضميري حفظ السرّ، حيث تدعو الحاجة. وتوجب القوانين، تحت طائلة الخطيئة الجسيمة، تجنّبًا لأي ضرر يلحق بالكنيسة والسينودس والأشخاص المعنيّين.
4. لقد صلّينا، خلال الرياضة الروحية، وأثناء الاحتفال بعيد قلب يسوع الأقدس وباستقبال شخص السيدة العذراء، سيدة فاتيما، وأعدنا تكريس لبنان وبلدان الشرق الأوسط، في بازيليك سيدة لبنان، لقلبها الطاهر المليء بالمحبة والرحمة والحنان. وها نحن نواصل صلاتنا من أجل انتخاب رئيس للجمهورية والاستقرار والمصالحة الشاملة في لبنان. فلا أحد من اللبنانيّين المخلصين وأصدقاء لبنان يقبل بهذا الفراغ في سدّة الرئاسة طيلة سنة، وأن يبدأ سنته الثانية مع ما يتسبّب به من تفكّك في المؤسّسات الدستوريّة والعامّة، وخراب وفقر وفوضى. ليس هكذا نستعدّ للاحتفال بالمئويّة الأولى لإعلان لبنان الكبير المستقلّ بعد خمس سنوات، وتحديدًا في أيلول 2020.
اما من جهتنا فنعمل مع كل مؤسساتنا على خدمة شعبنا والمحافظة عليه وعلى وجوده في كل ابعاده.
وصلّينا ونُصلّي من أجل إنهاء الحرب في سوريا والعراق واليمن بالطرق الديبلوماسية، وإحلال السلام فيها وفي فلسطين والأراضي المقدّسة وسائر بلدان الشرق الأوسط.
فالصلاة تبقى الوسيلة الأقدر التي نستحقّ بها تدخّل الله في تاريخنا الملطّخ بالدم والحرب والعنف والإرهاب. له المجد إلى الأبد.
مع الشكر لإصغائكم