يدعو المركز الكاثوليكي للإعلام والدراسات في الأردن إلى المشاركة بالقداس الذي يترأسه غبطة البطريرك فؤاد الطوال، بطريرك القدس للاتين يوم الجمعة 1962015 الساعة 11:00 صباحاً في المزار المشاد في عنجرة – محافظة عجلون في رعية سيدة الجبل – عنجرة، التي تأسست عام 1951.
وإليك في ما يلي نبذة تاريخية عن المزار
نبذة تاريخية
اذا جلنا بجبال جِلعاد الخضراء، فإننا نلتقي بأصغر مُحافظات المملكة، محافظة عجلون، التي تُعتبر من أقدم المدن عراقة. فهي تقع على بعد 75 كلم إلى الشمال من مدينة عمان العاصمة، وإلى الغرب من مدينة جرش، المدينة الرومانية القديمة. ذُكرت جبال جلعاد بمشاهد مُختلفة في الكتاب المقدس:
- هرب يعقوب واتفاقه مع لابان (تكوين 31: 29 – 40)
- مولد النبي إيليا في تشبة (ملوك الأول 17: 1)
- هزيمة ابشالوم (صموئيل الثاني 17: 24 -29 ، 18: 1-18)
- الحرب ضد قبائل يهوذا وبنيامين وافرائيم (قضاة 11: 29 -40 )
وفي تذكارنا لهذا الحدث الأخير، فإننا نعود إلى بلدة تُدعى عنجرة، واقعة في منطقة كانت تُدعى قديما “ميسبا”، استشهد بِها أكثر من مرة سفر القُضاة في العهد القديم، كان ذلك حوالي نهاية القرن الثاني عشر قبل الميلاد، عندما عبر بني عمون الأردن وتحاربوا مع قبائل بني يهوذا وبنيامين وافرائيم …
أمّا في العهد الجديد فنجد كثيراً من المقاطع التي تتحدث عن تواجد يسوع المسيح في المنطقة:
- كانت تُسمّى على عهد المسيح ديكا بولي ( المدن العشرة في اليونانية).
- بشّر السيد المسيح في هذه المدن وعمل عجائب مختلفة (متى4 : 25، مرقص 5: 20، متى 8: 28-34، لوقا 8: 26-37).
- هنالك تقليد يقول بأن يسوع وتلاميذه وأمه مريم العذراء مرّوا من عنجرة واستراحوا في كهف والذي أُقيم في موقعه هذا المزار تخليداً لهذا الحدث .
في رسالة بعثها الأب ميشيل كرم إلى البطريرك براكو عام 1885 ذكر فيها أنه زار قرية عنجرة فوجد فيها ما بين 250-350 نفس أبدوا رغبتهم بالانضمام الى البطريركية وطالبوا بمدرسة ومُرسل، وان أهالي القرية اتصلوا بمجمع نشر الإيمان في سبيل فتح ارسالية في قريتهم (من كتاب الاب حنا كلداني ص 257). و قد استقر اول كاهن في عنجرة ليرعى خراف المسيح عام 1897 وهو الاب حنا سارينا على عهد البطريرك براكو. في ذلك الوقت كان المؤمنين يجتمعون في البيوت لإقامة الذبيحة الالهية والصلاة على غرار الجماعة المسيحية الاولى حيث لم تكُن هناك كنيسة ولا دير.
مزار سيدة الجبل
تعود هذه التسمية “سيدة الجبل” إلى الطبيعة الجغرافية الواقع عليها هذا المزار، جبال جلعاد الشهيرة. ففي عام 1932، شاهد الأب أنجيلوا فوريستوا، كاهن الرعية في ذلك الزمان، هذا التمثال (القادم من ايطاليا) في البطريركية اللاتينية في القدس، وأراده لرعيته، حيث احضره ووضعه أولاً في الكنيسة الصغيرة ثم تمّ بناء مغارة صغيرة في ساحة الدير، وبقي على هذه الحالة حتى سنة 1970, حيث قام الأب يوسف النعمات ببناء المغارة الحالية. تذكار لجميع الأحداث التي ذكرت في العهد القديم والعهد الجديد في هذه المنطقة, ومنذ ذلك الوقت بدأ المؤمنون يزورون هذه المغارة ويؤدون الإكرام لأمنا مريم العذراء. لعب تزايد الحجاج المسيحيين إلى هذه البلدة، دورا هاما في بناء مزار قادر على استقبالهم. تم ذلك، عندما قام غبطة البطريرك يعقوب بلترتي البطريرك الأورشليمي بتدشين هذا البناء عام 1983، وكان في ذلك الزمان قدس الأب يوسف النعمات كاهنا للرعية الذي بناه بمناسبة يوبيل كهنوته الفضي. وفي عام 1989 تم توسيع المزار ليتسع اكبر عدد من الزائرين حيث كان عدد الحجاج في تزايد مُستمر. في عام 2000 اقر قداسة البابا يوحنا بولس الثاني خمسة أماكن حج في الأردن وكان مزار سيدة الجبل من هذه الاماكن الخمسة.
يُمثل هذا التمثال منظرا رائعا للقلب الطاهر منحوتاً على صدر التمثال، والعذراء حاملة الطفل الإلهي بين ذراعيها، مُشيراً بيد إلى قلب العذراء الطاهر وباليد الأخرى إلى السماء، مُركزاً بذلك على دور الأم شفاعتها لأبنائها.
عند دخولنا الى المزار نستطيع مُلاحظة رواقين كبيرين في طبيعة البناء الخارجي للمزار، يغطي هذين الرواقين أيقونات رسمها فنان انجليزي بناء على طلب آباء الكلمة المتجسد. وقد استخدم هذا الفنان مواد طبيعية كانوا يستخدمونها بالرسم على زمن المسيح وخاصة في الفن الفلسطيني، وبهذه الطريقة أراد الفنان أن يُبرز الرسم على الطراز الفلسطيني القديم.
هذه الايقونات تكشف للحجاج أسرار السبحة الوردية التي تدعو بدورها الزائر لمرافقة العذراء في هذه الصلاة الرائعة. يحمل الرواق الأيسر أسرار الفرح وأسرار النور، ويحمل الرواق الأيمن أسرار الخزن وأسرار المجد.
تُعتبر الجمعة الثالثة من شهر حزيران لكل عام، العيد الاحتفالي لمريم العذراء سيدة الجبل حيث يترأس الاحتفال غبطة البطريرك الأورشليمي اللاتيني وأساقفة كاثوليك من طقوس مختلفة.