“إنّ الثروات التي نكنزها لأنفسنا هي التي تجلب الحروب وتشرذم العائلات وتفقدنا الكرامة. “إنّ الكفاح اليومي” هو عكس ذلك يقضي بإدارة الثروات التي نملكها ووضعها بخدمة “الخير العام” هذا كان أساس ما أتى في العظة الصباحية التي تلاها البابا اليوم من دار القديسة مارتا.
استهلّ عظته بقول يسوع من إنجيل القديس متى (6: 19 – 23): “لا تكنزوا لأنفسكم كنوزًا في الأرض حيث يفسد السودس والعثّ، وينقب السارقون فيسرقون بل اكنزوا لأنفسكم كنوزًا في السماء حيث لا يفسد السوس والعثّ ولا ينقب السارقون فيسرقوا. فحيث يكون كنزك يكون قلبك”. بالطبع إنّ “جذور” تكديس الأموال تعود الى الحاجة للشعور بالأمان إنما يمكن أن توقعنا في خطر عبادة هذه الأموال. “في النهاية إنّ هذه الكنوز لا تمنحنا الشعور بالأمان الى الأبد. في الواقع إنها توصلك الى قعر كرامتك وهكذا هو الحال في العائلات: “تتشرذم عائلات كثيرة! كما أنّ أساس الحروب هو هذا الطموح الذي يدمّر ويفسد. في هذا العالم وفي هذه الأثناء، يوجد الكثير من الحروب التي بدأت نتيجة الطمع للوصول الى السلطة وطمعًا بالمال. لو استطعنا أن نفكّر بحرب قلبنا!”
وأشار البابا الى أنّ الطمع يجرّ معه الكثير من الرذائل ويتنامى من دون توقّف فمنه تنبع الرغبة بتكديس الثروات وتتواتر مراحل الطمع من بعدها. ثم أقرّ البابا بأنّ “التكديس هو صفة في الإنسان” و”السيطرة على العالم هي أيضًا رسالة” إنما هذا الصراع الذي نعيشه اليوم: كيف علينا أن ندير الثروات التي على الأرض بشكل جيد وتوجيهها نحو السماء وأن نحوّلها لتصبح كنوزًا في السماء”.
وتابع: “يوجد أمر واحد صحيح هو عندما يبارك الرب شخصًا يملك الثروات ويستخدمها من أجل الخير العام والمشترَك وليس من أجل مصالحه الشخصية. إنه ليس من السهل أن أكون مديرًا صادقًا لأنه دائمًا ما تضربني تجربة الطمع ظنًا مني بأني سأصبح أفضل من الحال التي أنا عليها الآن. العالم يعلّمك أن تفكّر بهذه الطريقة ويجرّك الى السير على هذا الطريق. ولكن عليّ أن أفكّر في الغير، وأن أفكّر بأنّ كل ما أملك هو من أجل خدمة الآخرين وبأنني لن أحمل معي شيئًا عندما أموت. وإن استخدمت ما أعطاني إياه الرب من أجل الخير العام من خلال إدارة ثرواتي كم سيقدّسني هذا الأمر ويجعل مني قديسًا”.
وفي الختام دعا البابا الى تجنّب اللعب بالنار قائلاً: “كثيرًا ما نسمع “أعذار” الناس الذين يمضون كل حياتهم بتكديس الثروات. ولكن علينا أن نسأل أنفسنا “كل يوم”: “أين هو كنزك؟” في الثروات أو في إدارتها واستخدامها من أجل الخير العام؟” هذا أمر صعب، إنه أشبه باللعب بالنار! يوجد الكثير من الناس يريحون ضمائرهم بمجرّد إعطاء الصدقات مما فضل عنهم. هذا لا يعني إدارة الثروات: إدارة الثروات تعني أن أعطي من حاجتي لغيري من أجل خدمة الجميع”. وفي النهاية قال: “كدّسوا الكنوز، نعم! كدّسوا الثروات، نعم! ولكني أقول لكم “في صرّة السماء” هناك كدّسوها!”