رمضان الشهر الفضيل مناسبة لكي نتواصل مع إخوتنا ومواطنينا المسلمين الأحبَّاء لكي نتمنَّى لهم شهرًا مباركًا. الصومُ قيمةٌ مشتركة لدى المسيحيين والمسلمين، كما ذكرت الآية القرآنيَّة أنَّه فُرِضَ عليكم كما فُرِضَ على الذين من قَبْلِكم. ولهذا نحبّ أن نذكر كلمة من السيِّد المسيح له المجد، حيث نقرأ في الإنجيل المقدَّس بالنسبة لإخراج الشياطين والانتصار على الشرّ والأشرار والحماية من أذاهم، ما يلي: “إنَّ هذا الجنس لا يخرج إلاّ بالصوم والصلاة”.
وهذا هو العبادة الأساسيَّة التي يقوم بها إخوتنا المسلمون في هذا الشهر، حيث يتفرَّغون لعبادة الصوم والصلاة وقراءَة القرآن الكريم.
والجميل أنَّنا سنصوم معًا المسلمون والمسيحيّون من بعض الطوائف. وذلك بمناسبة ما يسمَّى صوم رسل السيِّد المسيح الاثني عشر. وليست هذه أول مرة نصوم معًا. وسنبقى نصلِّي ونصوم معًا، لأجل أمن بلادنا واستقلالها وسلامها وخصوصًا في سوريا ولبنان وفلسطين والعراق ومصر واليمن. وسنبقى متَّحدين مسلمين ومسيحيين في أوطاننا.
فليكن هذا الشهر بركة وتعزية وباعث رجاء وأمل في قلوبنا نحن أبناء هذا البلد. ولنبقَ متَّحدين متضامنين محبّين للفقراء والمحتاجين والنازحين والمنكوبين. وهكذا نحقِّق محبَّة الله ورحمته لنا، فهو الرحمن الرحيم المحبّ للبشر، الذي قال لنا كلما فعلتم بأحد هؤلاء الصغار فبي فعلتموه.
صوم مبارك وشهر خير وبركة لإخوتنا وأحبابنا في بلادنا الحبيبة.
مع محبَّتي وخير الدعاء
+غريغوريوس الثَّالث
بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندريَّة وأورشليم
للرُّوم الملكيّين الكاثوليك