عبّر الكاردينال مولر عميد مجمع عقيدة الإيمان عن رأيه بالرسالة العامة التي صدرت عن البابا فرنسيس وأشار بأنه يتابع مسيرة من أتى من قبله من باباوات “فالبابا يوحنا الثالث والعشرون توجّه في رسالته “السلام على الأرض” الى العالم الكاثوليكي للالتزام بالسلام إنما أيضًا الى “كل ذوي الإرادة الصالحة”.
كذلك أخذ البابا بولس السادس بعين الاعتبار الوضع المأساوي الذي وصلت اليه البيئة وأشار الى ضرورة القيام باهتداء جذري. أما يوحنا بولس الثاني فركّز على عبارة “البيئة البشرية” ليسلّط الضوء على الوحدة الداخلية للإنسان في العالم باعتباره كائن طبيعي وجسدي وفي الوقت نفسه معنوي وروحي. أخيرًا غالبًا ما يستعين البابا فرنسيس بسلفه “البابا الأخضر” وهو البابا بندكتس السادس عشر الذي لم يكفّ يومًا عن وضع يده على جرح الأزمة التي ضربت الطبيعة.
ثم فسّر الكاردينال بأنّ البابا يدعو الى “التحول الجذري في نظرتنا الى العالم” والى “ارتداد كامل للإنسانية”: “علينا أن نقوم بنقاش جاد ومن دون أحكام مسبقة بين كل الأطراف المعنية من أجل إيجاد حل عملي”. ومن هنا ركّز على الارتداد البيئي الذي يطالب به البابا فرنسيس في رسالته العامة من خلال “إدراك الأساس المشترك لله، خالقنا وأبينا وفهم التضامن بين الإخوة والأخوات في خلق الله… وتابع بأنه من الضروري أن نغيّر في نمط حياتنا من خلال رؤية المسيح في الفقراء.
شرح بأنه عندما يتحدّث البابا عن الارتداد البيئي فهو بذلك يدعونا الى الاستعداد للالتقاء بالمسيح. بالنسبة الى الكاردينال “إنّ التطوّر الفكري في الرسالة العامة وصل الى ذروته عندما ربط الأب الأقدس سر الإفخارستيا بيوم الرب باعتباره يوم التحول والخلاص لكل البشرية من خلال الاتحاد بجسد المسيح القائم من بين الأموات. وقد قال البابا في رسالته بهذا الخصوص: “إنّ للمشاركة في الإفخارستيا، يوم الأحد، أهمية خاصة. هذا اليوم، كيوم السّبت عند اليهود، هو يوم إصلاح علاقات الكائن البشري مع الله، ومع ذاته، ومع الآخرين ومع العالم. بهذه الطريقة، يستوعب الإيمانُ قيمةَ الراحة والاحتفال. إن الأحد هو يوم القيامة، «اليوم الأول» للخلقية الجديدة، وباكورته هي إنسانية الربّ القائمة، ضمان التجلّي الأخير للواقع المخلوق بأكمله. بالإضافة إلى ذلك، إن هذا اليوم يبشرُ بـ “الراحة الأبديّة للإنسان في الله”.