أحيت الكنيسة الكاثوليكية في الأردن، اليوم الجمعة، يوم الحج الوطني المسيحي إلى المزار المخصص للسيدة العذراء “سيدة الجبل” في بلدة عنجرة، بمحافظة عجلون، والذي يعد أحد المواقع الرئيسية للحج المسيحي في المملكة منذ العام 2000، ويشرف عليه منذ عدة سنوات كهنة ورهبان وراهبات الكلمة المتجسد.
وفي بداية القداس الإلهي الذي ترأسه البطريرك فؤاد الطوال، بطريرك القدس للاتين، رحب الأب أشرف النمري، كاهن رعية اللاتين في عجلون ومدير عام مدارس البطريركية اللاتينية في الأردن، بغبطة البطريرك وجميع المشاركين، داعياً إلى أن تكون ثمرة الحج سلاماً وخيراً على جميع المشاركين وذويهم.
وقال البطريرك فؤاد الطوال، بطريرك القدس للاتين، في عظة القداس الذي ترأسه، إلى أن طقوس الحج تؤلف قلوب المواطنين بالمحبة والسلام والتسامح، مبيناً أهمية مكان سيدة الجبل الدينية حيث يؤمه سنوياً أبناء الكنائس المسيحية للصلاة والدعوة إلى الله وطلب الشفاعة والسلام والمحبة بين الناس.
وأشار غبطته إلى أهمية التآخي بين المسلمين والمسيحيين والتواصل الاجتماعي، لاسيما في هذه الأيام المباركة، بينهم بفضل القيادة الهاشمية التي رسخت هذه العلاقة. كما جدد تهنئته إلى الأمتين العربية والإسلامية بمناسبة حلول شهر رمضان الفضيل، مستذكراً الرسالة التي بعثها المجلس البابوي للحوار بين الأديان في الفاتيكان، قبل أيام، والتي جاءت تحت عنوان “المسيحيون والمسلمون معاً لمواجهة العنف المرتكتب باسم الدين”.
من جانبه قال الأب رفعـت بدر، مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، “في كل عام تحيي الكنيسة الكاثوليكية في الأردن يوم الحج الوطني المسيحي إلى المزار المخصص للسيدة مريم العذراء (سيدة الجبل) في بلدة عنجرة، بمحافظة عجلون، منوهاً إلى أنه تأسس من قبل الأب المرحوم يوسف نعمات، من كهنة البطريركية اللاتينية، كتكريم للسيدة مريم العذراء”.
وأضاف الأب بدر “بحسب التقاليد فلقد مرّ السيد المسيح وأمه في تلك البلدة وارتاحا في مغارة في جبال عجلون بالقرب من المزار، الذي يقع في تلال جلعاد في شرقي وادي الأردن. ومن التقاليد المسيحية أيضاً أن السيد المسيح قد ألقى عظة حول قدسية سر الزواج المبارك من هذه المنطقة المباركة. ويعتبر الحج إلى مزار سيدة الجبل سنوياً في شهر حزيران من كل عام”.
وتخلل الحج الذي حضره المطران مارون لحّام، النائب البطريركي للاتين في الأردن، والمونسنيور روبيرتو كونا، القائم بأعمال السفارة البابوية في المملكة، وجموع المؤمنين من مختلف مناطق المملكة، والمهجّرين العراقيين، وعدد من الشخصيات الدبلوماسية والعامة، رفع الأدعية والصلوات من أجل استتباب الأمن والاستقرار في الأردن وإحلال السلام في البلدان العربية المتألمة، لاسيما المحيطة بنا.