بعد اللقاء بأبناء الرهبنة السالسية، توجه البابا فرنسيس إلى دار العناية الإلهية التي تهت بالمرضى والمعروفة باسم الـ “كوتّولنغو”، والتقى الأب الأقدس بالمرضى الحاضرين في الدار وألقى خطابًا تحدث فيه عن آفة عزل الفقراء والمحتاجين والمرضى في مجتمعنا، تمامًا كما كانت في أيام تأسيس الكوتولنغو. فبالرغم من تطور الطب، تتشفى في أيامنا اللامبالاة بسبب أزمة أنثروبولوجية أزاحت الإنسان من موضعه المحوري ووضعت في مكانه ثقافة إستهلاكية. ولعل أكبر ضحايا المجتمع الإستهلاكي هم المرضى والعجّز.
في هذا الإطار مدح الأب الأقدس جهود دار الكوتولنغو التي تستقبل المرضى الذين هم “ذاكرة وحكمة الشعوب”.
انتقد الأب الأقدس ذهنية عصرنا التي تعتبر طول عمر الأشخاص ثقلاً على العائلة والمجتمع، بدل اعتبارها هبة من الله. هذه العقلية لا تفيد المجتمع ولذا يجب علينا أن نُنمي نظرة مختلفة نحو المسنين والمرضى لنرى أن حياتهم تستحق العيش، فنتعلم نظرة أخرى نحو الشخص البشري ونحو الحياة.
ثم توجه إلى المرضى وقال لهم: “أيها الإخوة المرضى الأحباء، أنتم أعضاء ثمينون في الكنيسة، أنتم جسد المسيح المصلوب ولهو فخر لنا أن نلمسكم ونخدمكم بحب”. وشجعهم على الشهادة لمحبة المسيح بالقول: “بنعمة يسوع تستطيعون أن تكون شهود ورسل الرحمة الإلهية التي تخلص العالم. بالنظر إلى يسوع المصلوب المملوء حبًا لأجلنا، وأيضًا بعون من يهتم بكم، ستجدون القوة والتعزية لحمل صليبكم كل يوم”.
هذا وذكر بأن غاية وجود هذه الدار ليس المساعدة، بل الإنجيل: إنجيل حب المسيح الذي هو القوة التي أطلقت هذه الخدمة. ولهذا فخدمة من هذا النوع لا تستطيع الاستمرار بلا صلاة.
بعد اللقاء مع المرضى داخل الكنيسة، أطل الأب الأقدس إلى الساحة الداخلية للكوتولنغو وحيا من لم يتمكن من إيجاد مكانًا داخل الكنيسة. ومن ثمّ توجه البابا إلى ساحة فيتوريو للقاء الشباب.