ضمن اللقاء الذي جمع الشبيبة يوم أمس في تورينو مع البابا فرنسيس نتابع مع السؤال الثاني الذي طُرح على البابا وتمحور حول الخيبات التي تقدّمها الحياة وأجاب بأننا نعيش “الحرب العالمية الثالثة إنما بأقسام: ففي أوروبا نعيش الحرب وفي أفريقيا نعيش الحرب وفي الشرق الأوسط وفي بلدان عديدة أيضًا… كيف لي أن أعيش الثقة في حياة كهذه؟”
وقال البابا: “كم من الخبث أن نرى أناسًا يتحدّثون عن السلام ويبيعون الدول المتنازعة الأسلحة! أنا أفهم عندما تتحدّثون عن الخيانة في الحياة فنحن حتى اليوم نعيش في ثقافة الإقصاء إذ كل ما لا يفيدنا إقتصاديًا نبعده. نقصي الأطفال حتى قبل أن يولدوا! نبعد المسنين لأنهم برأينا لا يفيدوننا ونتركهم يموتون بالموت الرحيم النفسي ولا نساعدهم على العيش والآن نحن نبعد الشباب: فكّروا في أنّ 40 في المئة من الشباب هم عاطلون عن العمل. هذا إقصاء بحد ذاته! ولكن لماذا؟ لماذا لا نجد الرجل والمرأة هما الأساس في الأنظمة الإقتصادية كما يريد الله أن يكونا بل نبحث عن إله المال. وكل ذلك من أجل المال.
في إسبانيا يوجد مثل جميل يقول: “من أجل المال حتى القرد يرقص!” وهكذا في ظل هذه ثقافة الإقصاء كيف يمكن أن تثقوا؟” وتابع البابا: “كم من هؤلاء الشباب ينتهي بهم الأمر بالإدمان؟ كم منهم ينتحرون؟ حتى الإحصاءات لا تستطيع أن تعرف النسبة الصحيحة. وكم منهم يلجأون الى المحاربة مع الإرهابيين بهدف القيام بشيء ما لاتباع مثال. أنا أفهم هذا التحدي ويسوع بنفسه طلب لنا بألا نضع أماننا في غنى هذا العالم”.