نأتي بمقالتنا هذه الثالثة لننشر لكم الجواب الذي أعطاه البابا فرنسيس لشاب طرح عليه سؤالاً عن الوحدة والبنيان. طلب البابا من الشباب أن ينكبّوا على العمل وحثّهم على عدم “التقاعد بوقت مبكر” بل أن يسيروا عكس التيار حتى ينموا. وحذّر من القيم التي تزول شيئًا فشيئًا ونصحهم بالقيام بأمور بنّاءة حتى ولو كانت صغيرة ولكنها تساعد على الوحدة.
ثم أخبرهم البابا أنّه في نهاية القرن التاسع عشر كان الوضع جد صعب في تورينو إلاّ أنّ العديد من القديسين أتوا من ذاك القرن لأنهم “أدركوا أنه عليهم أن يسيروا عكس التيار”. وتابع البابا: “سوف أكرر لكم قول الطوباوي بيار جورجيو فراساتي: إن أردتم أن تقوموا بشيء مفيد في الحياة فعيشوا ولا تتعيّشوا! عيشوا! ولكنكم شباب أذكياء وبالطبع ستقولون لي: “ولكن يا أبتِ أنتم تتحدّثون هكذا لأنكم تعيشون في الفاتيكان، لديكم الكثير من الأساقفة من حولكم يقومون بالعمل عنكم، أنتم تعيشون مرتاحي البال ولا تعلمون ما نعيش نحن كل يوم…” ولكن نعم سيفكّر بعضكم هكذا ولكن أنا أقول لكم بأنّ السر هو في فهم أين تعيشون!”
وفي الختام شكر البابا الشباب الحاضرين معترفًا بأنه كان يعلم الأسئلة من قبل وحضّر الأجوبة ولكنه أكّد بأنها لم تكن مجرّد حبر على ورق بل هي كلمات “نابعة من القلب” قائلاً: “أشكركم جزيلاً! فكّروا دائمًا بهذه الكلمات الثلاث: المحبة والحياة والأصدقاء! ولكن لا يمكن أن نعيشها إلاّ إذا “خرجنا”: إخرجوا دائمًا لتحملوا شيئًا. وإن بقيتم جامدين فلن تقوموا بشيء في حياتكم وستدمّرونها”.