“إنّ السلطة الحقيقية لكنيسة روما تكمن في محبّة المسيح”. هذه الكلمات تختصر رسالة الأب الأقدس الموجّهة لأعضاء كلية اللاهوت الحبريّة، المناطة بها مسؤوليّة تحضير الكهنة للخدمة الدبلوماسية لدى الكرسي الحبري.
وبحسب مقال نشره موقع radiovaticana.va الإلكتروني، فقد قال البابا ضمن رسالته إنّ محبّة المسيح وحدها هي التي تجعل الكنيسة جامعة وموثوقة بنظر البشر والعالم. “فهذا هو قلب حقيقتها التي لا تبني جدران الانقسامات والاستثناءات، بل جسوراً تنشىء المشاركة وتدعو العالم إلى الوحدة. وهذه هي قوّتها السرية التي تغذّي أملها غير المتزعزع وغير القابل للقهر على الرغم من بعض الهزائم الموقّتة”.
وفي السياق نفسه، قال البابا فرنسيس لدبلوماسيّي المستقبل إنّ الخدمة التي سيلبّون نداءها تتطلّب منهم الدفاع عن حرية الكرسي الرسولي، الذي يجب ألّا يدخل في شقاق أو يسمح بأن يُساق في مجرى الأحداث. وتابع الحبر الأعظم قائلاً للطلاب إنه ليس عليهم أن يتوقّعوا أن تكون أرض عملهم جاهزة، بل عليهم أن يحرثوها بأنفسهم ويعدّوها للزرع، مع العلم أنّهم قد لا يرون الحصاد يوماً! ثمّ ذكّر البابا الأعضاء بأنّ مهمّتهم ستحملهم إلى أقاصي الأرض، طالباً إليهم أن يتحلّوا بالشجاعة ليخطوا خطوات جديدة بدون الاعتياد على خطى من سبقوهم، ومؤكّداً لهم أنه يحملهم بصلواته. وختم الأب الأقدس رسالته بجملة: “إنّ حياتكم بأكملها في خدمة الإنجيل والكنيسة، فلا تنسوا هذا أبداً!”