تطبيقاً لتوصيات المجمع البطريركيّ المارونيّ بتنظيم الأيّام العالميّة المارونيّة للشبيبة وتعزيزًا للعلاقة بين الشبيبة المارونيّة المقيمة في لبنان وبلدان الانتشار، عقـــد مكتب راعويّة الشبيبة في الدائرة البطريركيّة بالتنسيق مع مكتب شؤون الانتشار، مؤتمراً صحافياً ظهر اليوم في المركز الكاثوليكي للإعلام- جل الديب، أطلق خلاله “الفوروم العالميّ للشبيبة المارونيّة من 28 حزيران حتى 7 تموز 2015”.
شارك فيه رئيس اساقفة بيروت واللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر، النائب البطريركي الماروني العام المطران بولس صياح، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، الأمين العام للدائرة البطريركية الأباتي انطوان خليفه، منسق مكتب شؤون الإنتشار الأب لويس الفرخ، منسق مكتب راعوية الشبيبة الخوري توفيق بو هدير وحضره أمين عام جمعية الكتاب المقدّس د. ميشال باسوس، وعدد من الإعلاميين والمهتمين.
المطران مطر
رحب المطران مطر بالحضور وقال: “ببالغ الحزن والأسى ننضم إلى البطريركية الأرمنية الكاثوليكيّة والكنيسة الأرمنية الكاثوليكّة لننعيّ إليكم وفاة غبطة البطريرك نرسيس بدروس التاسع عشر الذي توفاه الله هذا الصباح، فليكن الرب مكافأة له في جهاده الطوبل في حقل الخدمة الكنسيّة وليكن له رثاء الرعاة الصالحين والأبرار في علياء السماء.”
تابع “نجتمع هذا اليوم حول مكتب راعوة الشبيبة في الدائرة البطريركية المارونيّة بالتنسيق مع شؤون الإنتشار لنطلق اليوم ” الفوروم العالميّ للشبيبة المارونيّة ” الذي سينعقد من 28 حزيران حتى 7 تموز أي بعد أيام، نرحب بهذا الحدث العظيم، الشبيبة هي ربيع الكنيسة وقد علّمنا ذلك بذاته البابا القديس يوحنا بولس الثاني الذي أطلق لقاءات الشبيبة في العالم وقد تبعه البابا بنديكتس السادس عشر والبابا فرنسيس يتبنى هذا المشروع من كل قلبه وبكل قوته.”
وختم سيادته “نحن ربما كنيسة اليوم، إنما شباب كنيسة الغد يعوّل عليهم أن ينقلوا التراث، أن يشهدوا للإيمان، أن يكتشفوا حلولاً جديدة لمشاكل جديدة ليواجهوا مستقبل العالم، نحن كلنا فرح أن نرى اليوم مشروعاً مثل هذا يجمع شبيبة من الكنيسة المارونية من العالم كله ولو بعدد قليل إنما لكونه نواة يحضرون لعيش وحدة هذه الكنيسة وعيش رسالتها، متمنياً من صميم القلب كل النجاح لهذا المشروع.”
المطران صياح
وجاء في مداخلة المطران بولس صياح “الهدف الأساسيّ في عمل مكاتب الدائرة البطريركيّة هو تطبيق توصيات المجمع البطريركيّ المارونيّ. غالبًا ما نسمع أنّ هذا المجمع بقي حبرًا على ورق، وهذا غير صحيح، إذ أن المكاتب الأربعة عشر، ومنها مكتب راعويّة الشبيبة وشؤون الإنتشار، تعمل كلّها في سبيل تطبيق توصياته في المجالات الراعويّة المختلفة.”
تابع “ويوصي المجمع، في ما يوصي، بتوطيد أواصر العلاقة بين الشبيبة في لبنان، الوطن الروحيّ للموارنة، والشبيبة في بلدان الانتشار، بغية تعريف شبيبة الانتشار على تراثهم الروحيّ، ومساعدتهم على عيش خبرات روحيّة وليتورجيّة وثقافيّة واجتماعيّة تتيح لهم التواصل مع عمق هذا التراث الذي هو منبع هويّتهم الروحيّة المارونيّة والذي منه تنهل هذه الهويّة غذاءها، فتضيف إلى غنى التراثات العالميّة في البلدان التي فيها يعيشون، بعدًا روحيًّا وحضاريًّا مشرقيًّا جديدًاغالبًا ما تفتقر إليه.”
أضاف “وفي سبيل تطبيق هذه التوصية أتت المبادرة لتنظيم هذا الفوروم الذي يفسح بالمجال أمام عينة مميّزة من الشبيبة المارونيّة في لبنان للتلاقي والعيش معًا ولو لأيّام معدودة، مع عيّنة أخرى مميّزة من الشبيبة المارونيّة في أبرشيّات النطاق البطريركيّ وأبرشيّات بلدان الانتشار، وذلك بهدف الإعداد للأيام العالميّة للشبيبة المارونيّة الذي سيكون حدثــًا مارونيًّا عالميًّا في لبنان.”
وختم بالقول “أشكر مطارنة الأبرشيّات المارونيّة كافة، في لبنان وفي بلدان الانتشار، على تعاونهم الوثيق مع مكاتب الدائرة البطريركيّة من أجل تحقيق هذا الحدث الأوّل من نوعه والبالغ الأهميّة في كنيستنا، وكلّ الذين ساهموا ويساهمون، بأيّ شكل من الأشكال، في إنجاحه. شكريّ الكبير للشباب والشابات أنفسهم، ولكلّ العاملين في مكتبَي الشبيبة والانتشار في الدائرة البطريركيّة.”
الأباتي خليفة
ثم كانت مداخلة الأباتي أنطوان خليفه فتحدث عن الدائرة البطريركيّة المارونية، ومكاتبها، ورؤاها، ومهمّتها وأهدافها.. وقال:
“أولاً: بالشركة والمحبّة تُكملُ الدائرة البطريركيّة، بمكاتبها المختلفة، مسيرةَ المجمع البطريركيّ المارونيّ نحو ترسيخ وجود الموارنة ومسيحيّي الشرق، وتدعمُ حضورهم ورسالتهم، في لبنان والشرق وبلدان الانتشار. كذلك تسعى بأمانةٍ للتنسيق بين مختلف المؤسّسات الكنسيّة، وإطلاق المبادرات الآيلة إلى بناء الإنسان الكلّ، روحيًّا وثقافيًّا واجتماعيًّا، ليصغي إلى كلمة الله ويعمل بوحيٍ من تعليم الكنيسة، ويضع قدراته في خدمة خير الفرد والمجتمع والوطن.”
تابع “ثانيا: أنا الكرمة وأنتم الأغصان!” كنيسةٌ مارونيّةٌ، جامعةٌ وخادمةٌ، على خطى المسيح، تستلهمُ الماضي لتواجهَ تحدّيات
الحاضر وتبني المستقبل. وفي سبيل تحقيق رؤية الكنيسة المارونيّة لذاتها، تتميّز الدائرة البطريركيّة بأحدث الأنظمة الإداريّة، وقد وضعها بعنايةٍ غبطة السيّد البطريرك، الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الكلّي الطوبى، وصاغَها بدقةٍ، وهي تعتمدُ آليات العمل الفريقي، مؤدّية عملاً مؤسّساتيًا فاعلاً، في شتّى حقولِ رسالة الكنيسة، ومحقّقة أهدافّ المجمع البطريركيّ الماروني، في خدمة الإنسان، كلّ إنسانٍ وكلّ الإنسان.”
أضاف تشمل الدائرة البطريركية مكاتبَ تعمل مباشرة مع البطريرك، رأس الكنيسة المارونيّة، ومكاتبَ أخرى متخصّصة للشؤون الكنسيّة، ولشؤون راعويّة العلمانيّين، والشؤون الإجتماعيّة والإقتصاديّة والإنمائيّة والتربوية، ومكاتبّ للشؤون الوطنيّة العامّة، وأخرى لدعم المكاتب وتطويرها.
وختم بالقول “لقد أدخلت كنيستنا المارونيّة، في الماضي القريب والبعيد، الحداثة إلى الشرق، وكنّا روّادها، فواجبنا أن نبقى أمناء لهذا الدور. وبما أنّ الإدارة الحديثة تتطلّب تحديداً دقيقاً للغاية والأهداف، وتوصيفاً شاملاً للأدوار والتسلسل الإداري، وتوفير الوسائل الضروريّة للعمل، من موازنة وتجهيزات وقدرات بشريّة، ومن أجل الوصول إلى إدارةٍ حديثةٍ وفاعلة ، وضعت الرؤيا الأولى لخارطة طريق، نعملُ على اتّباعها، بأمانةٍ.”
الأب الفرخ
ثم كانت كلمة الأب لويس الفرخ وقال ” يشهد هذا الصيف نشاطات مميزة للشبيبة المتحدّرة من أصل لبناني في العالم تَهدف الى تعزيز الانتماء والتواصل: اجتماع NAM السنوي لشبيبة الولايات المتحدة الامريكية في شهر تموز في كليفلاند – أوهايو (بمشاركة حوالي 500 )، لقاء شبيبة الجامعة الثقافية اللبنانية في العالم في شهر تمّوز في لبنان (200)،لقاء شبيبة الأكاديمية المارونية التي تنظمها المؤسسة المارونية للانتشار ككلّ سنة في شهر آب (50)، والمنتدى الذي نُنظّمه (150) ولقاءات أخرى هنا وهناك، تُبشِّر بمستقبل واعد وجرعة أمل ودعم للشبيبة في المنطقة التي تواجه تحديات مصيرية متعددة.”
تابع “إنّ للكنيسة المارونية تاريخ مجيد مع الانتشار اللبناني، فمنذ بداية الهجرة، رافق الكهنة الموارنة، بمبادرات فردية، أبناء الكنيسة إلى حيثما حلّوا في العالم وبنوا معًا الكنائس والمدارس والنوادي، وأسسوا الجمعيات المختلفة، واهتموا بالشبيبة بنوع خاص، إذ يوجد اليوم في كل رعية مارونية جمعية للشبيبة وتشاركون انتم اليوم في هذا المنتدى من خلال هذه الجمعيات.”
أردف “تطوّر هذا الحضور الكنسي فيما بعد عبر تأسيس أبرشيات مارونية في دول الانتشار بعدما تعزّز حضورها بانضمام كهنة ابرشيين لبنانيين إلى رعاية كنائسها، ويبلغ عددها اليوم حوالي 15 في العالم و13 في لبنان. تعزّز العمل الرسولي لاحقًا من خلال الرهبانيات الرجالية والنسائية التي لبّت نداء المنتشرين وبَنَت حيث تدعو الحاجة الأديار والمدارس والكنائس من أجل الحفاظ على الهوية المارونية.”
قال “يُشارك مكتب الانتشار التابع للبطريركية المارونية في تنظيم هذا اللقاء العالمي ويسعى من خلاله إلى الإضاءة على أهدافه ونشاطاته وبرامجه التي تتمحور حول مساعدة المنتشرين وخاصةً الشبيبة المتحدرة من أصل لبناني على تعزيز انتمائها وتشجيعها على التواصل وذلك بالتعاون والتنسيق مع أساقفة الانتشار الماروني والمؤسسات التي تتعاطى بملف الانتشار في الداخل والخارج.”
تابع “نغتنم هذه الفرصة لنرحب بكم ونتعرف عن كثب إلى تطلعاتكم والاصغاء بابوة وانفتاح الى حاجاتكم المتعددة ولمد الجسور من أجل المتابعة والتنسيق. ونحن على يقين أن هذا المنتدى الأول للشبيبة المارونية سيكون محطة للإلتقاء وتبادل الخبرات ووضع الخطط المستقبلية والأليات الفاعلة لها من أجل تعزيز الانتماء والحفاظ على وحدة الكنيسة المارونية العالمية. ويحضرني هنا كم من أهالي المغتربين اللبنانيين يهتمون لعودة أولادهم إلى جذورهم واختيارهم زوجات لبنانيات.”
أضاف “سوف تكتشفون من خلال هذا المنتدى العالمي جمال لبنان وتاريخه العريق، وقيَمه المتعددة وطبيعته الخلابة وتتنعّمون بضيافة أهله الطيبين وتتعرفون على تنوع نسيج مجتمعه. ونحن على ثقة بأنكم ستعودون إلى أوطانكم حاملين أجمل الذكريات، فتنقلون بصدق لاهلكم ولاصدقائكم ما اختبرتموه في وطن الآباء والأجداد. أنتم الرسل الأمناء لهذه القيم التى ستتجلى كقيمة مضافة تُغنُونَ بها مجتمعاتكم المتنوعة وتبرزونها كأيقونة فخر واعتزاز. نحن نحبكم ونعمل من أجل وحدتكم وتجذركم، أنتم مستقبل الكنيسة وأمل الوطن.”
أبو هدير
ثم تحدث الاب توفيق أبو هدير عن الفوروم والبرنامج فقال:
“الفوروم تعني اللقاء، وهي كلمة لاتينية تعني الساحة التي التقى بها قديماً الرومان للتباحث بأمور فلسفية دينية آراء مختلفة والخروم من هذا اللقاء بخلاصات. قداسة البابا يوحنا بولس الثاني مع بدء الأيام العالمية للشبية أنشأ الفوروم العالمي للشبيبة واليوم الفوروم الماروني لأول مرة في لبنان يرتدي طابعاً خاصاً لأن كل ابرشياتنا مشاركة (15 أبرشية من عالم الإنتشار و13 أبرشية من لبنان أي 28 أبرشية)، والشبيبة تأتي من كل اصقاع المسكونة في العالم لتبادل الخبرات وللإفتخار بكنيستهم وللتماهي مع إيمان الأجداد وإصالته. يشارك في هذا الفوروم خم
سة من شبيبة كلّ من الأبرشيّات المارونيّة في لبنان والنطاق البطريركيّ وبلدان الانتشار فيكون مجموعهم مئة وخمسين شابًا وشابة. والشيبية هي التي حضرت لهذا الفوروم، وفي الفترة الأولى قبل الفوروم ستتمّ استضافة شبيبة الإنتشار لدى العائلات اللبنانية المارونية في الأبرشيات اللبنانيّة.”
وعن شعار الفوروم قال “هو يمثل الشبيبة المارونيّة في لبنان وفي النطاق البطريركي وعالم الإنتشار يلتقون، وعناق اللقاء يتبارك بالصليب البطريركي الماروني، الثلاثي الجسور: الإيمان، الرجاء، المحبة، والصليب يحتضن الكرة الأرضية بأقطارها الاربعة ويتماهى ثباتاً مع الارز، المتسامي نحو الربّ كأرز لبنان عهدُ البشبية: تجذز، نموّ ورسالة.”
ثم عرض برنامج اللقاء :
– السبت 27 والأحد 28 حزيران: الوصول والاستقبال.
– الإثنين 29 حزيران صباحاً حتى الخميس 2 تموز ظهراً: افتتاح اللقاء والقيام برحلات حجّ وتعرف إلى تاريخ الموارنة ولبنان.
– الخميس 2 تموز بعد الظهر حتى الأحد 5 تموز: إنعقاد الفوروم في بيت عنيا – حريصا. واختتامه الأحد في الديمان بالقداس الإلهيّ مع غبطة أبينا البطريرك وإعلان البيان الختامي.
– الأحد حتى الأثنين 6 تموز ظهراً: زيارة الأرز وحج إلى الوادي المقدّس ولقاء الحبساء.
– الإثنين 6 تموز مساءً : وسهرة ختاميّة في بيروت.
– الثلاثاء 7 تموز: وقت حرّ وعودة إلى قرى مسقط رأس الشبيبة.
السيدة نصر
ثم تحد ثت السيدة نايا فضول نصر عن عنوان هذا اللقاء فقالت:
- اللقاء عنوانه كأرز لبنان… كالأرز نرغب أن نتجذّر ونتمسّك بكنيستنا وهويّتنا المارونيّة، كالأرز نرغب أن ينمو إيماننا متماهيًّا مع إيمان أجدادنا وقدّيسينا، و كالأرز نرغب أن نبسط الأغصان والأجنحة لحمل الرسالة إلى كافة بقاع الانتشار المارونيّ.“