“على المسيحيين أن يقتربوا ويمدوا يدهم الى كل من يرفضهم المجتمع كما فعل يسوع مع المهمشين وهذا ما يجعل من الكنيسة “جماعة حقيقية” هذا ما أكّده اليوم البابا فرنسيس في أثناء عظته الصباحية من دار القديسة مارتا.
انطلق البابا في عظته من إنجيل القديس متى (8: 1 – 4) عندما تشجع أبرص ودنا من يسوع وقال: “يا رب، إن شئت فأنت قادر أن تبرئني” فمد يسوع يده فلمسه وقال: “قد شئتُ فابرأ”. من هنا علّم يسوع الكنيسة بأنها لا يمكنها أن تكون جماعة من دون أن تكون قريبة من الآخرين.
لا يُصنع الخير من بعيد
حصلت المعجزة تحت نظر علماء الشريعة الذين كانوا يعتبرون الأبرص بأنه “غير طاهر” وقال البابا: “كانوا يعتبرون الأبرص بأنه محكوم عليه حتى الموت بهذه الحالة وكان شفاء الأبرص أمرًا صعبًا جدًا أشبه بإقامة أحد من الموت. إنما يسوع مدّ يده لمن هو مهمّش وفسّر الأهمية الأساسية لكلمة “القرب”.
وتابع البابا: “لا يمكننا أن ننشىء جماعة من دون القرب. لا يمكن أن نصنع السلام من دون القرب. لا يمكننا أن نقوم بالخير من دون القرب. كان باستطاعة يسوع أن يقوم بمعجزة من دون أن يقترب من الأبرص ويقول ببساطة: “قد شئت فاطهر” ولكن لا بل اقترب منه ومدّ يده!” وأشار البابا الى أنّ هذا سر يسوع بأنه أخذ الخطيئة منا وكل ما هو دنس وكما يقول القديس بولس أصبح خطيئة من أجلنا. أخذ كل ما هو دنس حتى يقترب منا”.
يسوع يضمّ
عندما شفى يسوع الأبرص طلب منه أن يذهب ليري نفسه للكاهن: “إياك أن تخبر أحدًا، بل اذهب الى الكاهن فأره نفسك، ثمّ قرّب ما أمر به موسى من قربان، شهادة لديهم”. وهذا كله لأنّ يسوع يحبّ الانخراط أيضًا. إنّ من رفضه المجتمع وهمّشه أراد يسوع أن يعيد ضمّه الى الجماعة: هو يجمع في الكنيسة، يجمع في المجتمع… يسوع لا يهمّش أحدًا، أبدًا! بل هو يهمّش ذاته ليعيد ضمّنا، نحن الخطأة والمهمّشن الى حياته”.
القرب يعني أن نمد يدنا
سلّط الضوء البابا على الذهول الذي خلقه يسوع بين الشعب عندما قام بهذا العمل “كم من الناس كانوا يتبعون يسوع لأنهم ذُهلوا بكلامه؟ وكم من الناس كانوا يراقبونه من بعيد ولا يفهمون شيئًا؟ حتى كم من الناس أيضًا كانوا ينظرون من بعيد ويحاولون أن ينتقدوا يسوع وأن يدينوه لأنهم لم يملكوا شجاعته؟ وفي كل ذلك، كان يسوع يمدّ يده هو أولاً وليس في هذه الحالة فحسب بل دائمًا وأصبح شخصًا مثلنا شابهنا بكل شيء ما عدا الخطيئة بل حمل خطيئتنا وهذا هو القرب المسيحي!”
وختم البابا: “القرب هو كلمة جميلة! ولكن أدعوكم أن نقوموا بفحص ضمير: “هل أنا أقترب من الناس؟” هل أملك القوة وأتحلى بالشجاعة لكي أمدّ يدي الى المهمّشين؟ إنه سؤال أتوجّه به الى الكنيسة والرعايا والجماعات والمكرسين والأساقفة والكهنة والجميع”.