أقرت الولايات المتحدة منذ أيام ”شرعية“ زواج مثليي الجنس.
وذُيّلت الخطوة- الخطيئة ب“توقيع“ رئيس البلاد : ”إنتصر الحب“!!!
منذ سنين عديدة، قرأ أحد القديسين ببصيرته المستنيرة جنون بشريتنا، قال:“تأتي أيام تركض فيها الأكثرية صوب الهاوية و من يسير في الإتجاه المعاكس يُتهم بالجنون!“
لكن لم تقتصر الإتهامات التي طالت الكنيسة الرافضة لهذا التشريع، على ”الجنون“، بل إتهمت بالكراهية…
فلنعيد التفكير : ما هو التصرف المحب؟ أن نلتزم الصمت أمام الداء و نتركه يلتهم الجسم كلّه، كي لا ”نُحزن“ المصاب به بمواجهته بالحقيقة ؟! في هذه الحالة، كما كل الحالات قول الحقيقة هو ”أحب“ ما يمكن القيام به. فالحب الحقيقي لا يسير دروب المسايرة بل دروب الحقيقة الشافية و المحرِرة!
و هكذا كانت الكنيسة الأم عبر العصور، تحب الخاطىء و تمقت الخطيئة!
الزواج وُجد لخير الزوجين، و لا يمكن أن ينفصل عن منطق إنجاب الأطفال و حمايتهم جسدياً و نفسيّاً و روحياً و هذه من الأسباب الرئيسية التي ”تمنع“ الزواج بطبيعته أن يكون” مثلي الجنس “. !!!
لأن الزواج المثلي لا يحمل ، بحكم طبيعته ، القدرة على الإنجاب …
وفي هذا العقم، صورة عن الشيطان.
نعم، الشيطان يمقت العائلة. فهي صورة و أيقونة الثالوث الأقدس. صورة عن شراكة المحبة بين الأقانيم الثلاثة، و هذه الشركة مثمرة تجلب الحياة التي تنبع من قلب الثالوث.. لذلك يمكن القول، حتى و لو لم ينجب الزوجين ”الطبيعيين = رجل و إمرأة“ مولود جسد، إلاّ أن أنفتاحهما على الحب من باب هذه الشراكة سوف يلد إرتباط حب متبادل: مولود روح لا يعرف سوى الحياة! أما عندما تكون العلاقة الجنسية خارج الانفتاح على هذه الشراكة ستصبح بطبيعتها مغلقة، فعل أنانية : لعبة الشيطان المفضلة!!
من هنا نجد في كثير من كتابات القديسين أن العائلة هي هدف الشيطان الأول.
يقول غوزمن أن الله وحده يملك قدرة الخلق والشيطان الذي أراد أن يأخذ مكان الله هو عقيم في هذا المعنى لذلك يكره العائلة التي تحمل رمز الحب الثالوثي المثمر حياة، هي تذكره بعقمه !
يرد في رسائل الراهبة لوسيا ، رائية ظهورات فاطيما، الى أحد الكرادلة : ”إن المعركة النهائية بين الرب وحكم الشيطان سيكون حول الزواج والأسرة. إن أي شخص يعمل لإظهار قدسية الزواج سوف يحارب و لكن لا تخافوا، أضافت…فالسيدة لطالما سحقت رأس الحية…!!!“
نعم، كنيستنا تحب المثليين و لكن لا تحب ”المثلية“ …. فهي لعبة ”أبو الكذب“ و السارق و قاتل النفوس! وتشريع زواج المثليين هو التصفيق له و الموافقة على سخريته من الحب الحقيقي وتبني لذاك ”الحب“ المشوّه الذي لا يمكن أن يؤدي الى الحياة.
أيام صعبة نعيشها، ليس لأن الخطيئة موجودة، فهي لطالما كانت هنا… و لكن الصعوبة تكمن في أننا بدأنا نفقد حس الخطيئة نفسه!!
يبقى الرجاء بالقلوب الأمينة للرب و على ما تقول القديسة تريزيا الأفيلية :“قد تتألم الحقيقة و تتجرح و لكنها لا تموت“!!!