يُروى عن رجل كرّس حياته للعمل من أجل تركيب إكسير يعيد الموتى الى الحياة. و بعد سنوات عديدة توصّل الى تركيب صيغة شعر أنها سوف تحقق الهدف المنشود. بحماس قسّم المركّب إلى العديد من الجرعات، حزم معداته، ووضعها في الجزء الخلفي من شاحنة بيك اب و قصد مدافن المنطقة. و هناك ،أخرج المعدات ووضع ”إكسيره“ على طاولة وصرخ بملء رئتيه: ”قوموا وخذوا!!!”
في هذه القصة الطريفة عبرة تفيد أننا فعلاً بحاجة الله أن ”يعيدنا الى الحياة“ حتى نستطيع أن نسمع ”البشرى السارة“ .
إن الرب ”أحبنا أولاً“ يؤكد القديس يوحنا في رسالته الأولى، و بحبه هذا دعانا الى الحياة و الشركة معه.
يذكرنا البابا بندكتس السادس عشر ب”أن الله نفسه تجلى لنا بالمسيح، أظهر وجهه وجعل نفسه حقًّا قريبًا من كل واحد منا. وأيضًا، كشف الله أن محبته للإنسان، لكل واحد منا، غير محدودة: فعلى الصليب، أظهر لنا يسوع الناصري، ابن الله الذي صار إنسانًا، بطريقة أكثر وضوحًا الى أي مدى يمكن لهذه المحبة أن تصل، لدرجة أن يبذل ذاته، تضحية كاملة.“
أما أن نختار الله هو أن نؤمن بهذه المحبة و نلبي دعوة الشراكة التي دعانا إليها.
أن نختار الله هو أن نعي و نستسلم و ننتمي بقرار حر لله الذي هو أب ويحب بمحبة لا تضعف أمام شر الإنسان.
أن نختار الله هو أن نلتقي مع من بيده الخلاص و نقبله لنتحرر من كل شكل من أشكال العبودية ، من كل موت و سبات…
ولكن من أين ننال انفتاح القلب والعقل هذا؟؟
الجواب يكمن بالروح القدس، هبة القائم من الموت، هو من يجعلنا قادرين أن نقبل الله الحي.
و عليه فالله يختارنا أولاَ ، يختار كل منا لتكون له/ لها الحياة بل ملء الحياة (يو10:10). فهل هذا يتعارض مع قدرة الإنسان على القرار الحر؟ طبعاً لا!فكل منا له ملء الحرية بالجواب الإيجابي أو السلبي على هذا الإختيار.
وعلّ كل منا ينتقي الحكمة في هذا الخيار….