Pope Francis with wooden crozier

ANSA

سؤالان للتأمل والتفكير من البابا إلينا: "لماذا يحتاج إلينا هذا العالم؟ أين أخوك؟"

عند التقائه بالسلك التعليمي في الجامعة البابوية الكاثوليكية في الإكوادور

Share this Entry

التقى البابا فرنسيس عصر البارحة بأعضاء السلك التعليمي والأساتذة والطلاب في الجامعة البابوية الكاثوليكية في الإكوادور وللمناسبة ألقى خطابًا ندرج أبرز ما جاء فيه:

“أنا سعيد جدًا لحضوري هنا معكم في الجامعة البابوية الكاثوليكية في الإكوادور، التي ساعدت لحوالى سبعين سنة  في وضع تعليم الكنيسة بخدمة الرجال والنساء في هذا البلد. أنا ممتنّ لكلمات الترحيب التي عبّرتم من خلالها عن أملكم الكبير واهتمامكم بوجه التحديات الشخصية والاجتماعية…

لقد سمعنا في الإنجيل أن “المعلّم” كان يعلّم الحشود والرسل من خلال تبسيط الأمور بغية إفهامهم. وكان يقوم بذلك من خلال الأمثال كمثل الزارع (راجع لوقا 8: 4 – 15). يفسّره حتى يفهم الجميع. يسوع لا يريد أن “يلعب دور الأستاذ” بل هو يبحث عن طريقة ليصل الى قلوب البشر والى فهمهم وحياتهم حتى يستطيعوا أن يحملوا الثمار. يحدّثنا مثل الزارع عن “الزرع” ويشير الى أنواع عديدة من التربة والحصاد وحمل الثمار وكيف أنها كلها مترابطة. منذ التكوين، يحثّنا الله على “الزرع ورعاية الأرض”. الله لا يعطينا الحياة فحسب: يعطينا الأرض والخليقة. لم يعطِ للإنسان شريكًا فحسب وإمكانيات لامتناهية بل أعطاه مهمةـ أعطى الإنسان رسالة. لقد دعاه لكي يكون جزءًا من عمله الخلاّق وقال: “إزرع! أنا أعطيك البذور والتربة والمياه والشمس. أنا أعطيك يدَين لك ولإخوتك وأخواتك. كل هذا هو لك. إنها هدية وهبة وتقدمة. إنه ليس شيئًا يمكن شراؤه أو الحصول عليه. فهذه الأمور لطالما كانت قبلنا وستبقى من بعدنا.

عالمنا هو هدية من الله إلينا ومعه يمكننا أن نجعله عالمنا. الله لم يخلق الخليقة من أجله حتى يرى نفسه فيها بل على العكس، الخليقة هي هدية علينا أن نتشاركها معًا”. ثم فسّر البابا الى أننا مدعوون الى المشاركة في عمل الخلق وأن نزرعه ونجعله ينمو إنما نحن مدعوون أيضًا الى حمايته والعناية به وأن نكون حراسًا له “فنحن اليوم لم نعد نعي أهمية هذا الأمر” ثم سأل: “من الضروري أن نطرح على أنفسنا هذا السؤال الذي وجهه الله لقاين: “أين أخوك؟” وأنا أتساءل إن كنا سنجيب: “أحارس لأخي أنا؟” (تك 4: 9). من الضروري أن ننتبه الى كيفية تعليمنا في هذه الجامعة هنا حول أرضنا التي تئنّ وجعًا. إنّ مؤسساتنا التعليمية هي مقر البذار، أمكنة مملوءة من الإمكانيات والأرض الخصبة التي يجب علينا أن نهتمّ بها ونزرعها ونحميها. أرض خصبة متعطّشة للحياة”.

وتابع البابا: “أنا أتوجّه بسؤال إليكم أنتم أيها المعلمون: هل تهتمّون بتلاميذكم وتساعدونهم على تنمية روح النقد والانفتاح من أجل الاهتمام بعالم اليوم؟ هل تنمّون فيهم روحًا قادرة على التفتيش عن أجوبة جديدة لكل التحديات التي تواجه المجتمع؟ هل أنتم مستعدون لتشجيعهم على عدم التغاضي عن العالم الذي يحيط بهم؟…” ثم توجه بأسئلة الى الطلاب: لدي سؤال أود أن أطرحه عليكم أعزائي الطلاب. هل تدركون أنّ التعلّم ليس حقًا فحسب بل هو أيضًا امتيازًا؟ كم من أصدقائكم المعروفين وغير المعروفين يتمنون أن يحصلوا على مكان في هذا الحرم ولكنهم لا يستطيعون ذلك لأسباب كثيرة؟ الى أي مدى يساعد تعلّمنا لكي نشعر بالتضامن معهم؟”

إنّ المجتمعات التعليمية تضطلع بدور بالغ الأهمية في إثراء الحياة المدنية والثقافية. لا يكفي أن نحلل الواقع وأن نصفه: نحن نحتاج الى تشكيل بيئات للتفكير الإبداعي والمناقشات التي تقدّم بدائل للمشاكل الحالية بالأخص مشاكل اليوم. “أي نوع من العالم نريد تركه للذين سيأتون من بعدنا، للأطفال الذين يكبرون؟  ما الغاية من مرورنا بهذا العالم؟ ولأي هدف جئنا إلى الحياة؟ ولماذا نعمل ونجاهد؟ ولماذا تحتاج إلينا هذه الأرض؟” (كن مسبحًا، 160).   

ثم ختم البابا سائلاً الروح القدس أن يغدق بنعمه الوافرة على الجميع طارحًا سؤالين للتفكير والتأمل على المعلّمين والطلاب: “لماذا يحتاج إلينا هذا العالم؟ أين أخوك؟”

***

نقلته الى العربية (بتصرف) ألين كنعان – وكالة زينيت العالمية

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير