عندما يدخل المؤمنون الكنيسة، نراهم يضعون إصبعهم في المياه المقدّسة ثمّ يرسمون إشارة الصليب، وذلك ليتذكّروا عمادهم ووعودهم العماديّة التي تتضمّن التخلّي عن الخطيئة والكفر بالشيطان. لكن هل هناك من معان أخرى للمياه المقدّسة؟ سنستعرض معاً ما نشره موقع catholiccompany.com الإلكتروني في محاولة لفهم بعض “التقاليد” التي قد نكون نقوم بها آليّاً.
قالت القديسة تيريزيا الأفيلية: “بحسب خبرتي، تعلّمت أنّ لا شيء يضاهي المياه المقدّسة لإبعاد الشياطين ومنعها من العودة مجدداً. وعلى الرغم من أنها تهرب من الصليب، إلّا أنها تعود مجدداً. لذا، لا بدّ من أنّ للمياه المقدسة قوّة عظيمة. بالنسبة إليّ، عندما ألمس هذه المياه، أشعر بعزاء لا مثيل له”. وهذا القول يؤكّد لنا مرّة أخرى أهمية المياه التي باركها الرب خلال عماد المسيح. أمّا من ناحية الكنيسة الكاثوليكية، فهي تمتلك قوّة هائلة في منح النعم في الأسرار، واستعمال المياه المقدّسة يستمدّ قوّته عبر الصلاة وسلطة الكنيسة. من هنا، إنّ الصلاة التي يتلوها الكاهن لتقديس المياه تضمّ صلوات تقسيم لإبعاد الشياطين وشفاء المرضى وتزويد المتبرّكين بها بالنعم. إلّا أننا نرسم إشارة الصليب بالمياه المقدّسة بدون التفكير في ما نفعله وبدون تقدير قدسيّتها. للحؤول دون فعلنا هذا، علينا أن نتذكّر كيف نستعملها لتمجيد الرب في حياتنا.
هناك 8 طرق لاستخدام المياه المقدّسة في حياتنا اليومية، يبدأ أوّلها بمباركة أنفسنا. لكن علينا ألّا نكتفي بفعل هذا يوم الأحد فقط، لأننا بحاجة إلى النعم والبركات كلّ يوم من الأسبوع. من هنا، فإنّ وضع جرن صغير للمياه المقدسة قرب باب المنزل أمر بغاية الأهمية، لتتبرّك منه العائلة كما زائريها، خاصة قبل الخروج من المنزل.
ثانياً، وبما أنّ منزلنا هو الكنيسة المصغّرة التي هي بحاجة إلى الحماية الروحية، علينا تبريكها. يمكننا أن نرشّ المياه المقدّسة بأنفسنا في كلّ أرجاء المنزل، أو طلب حضور كاهن.
ثالثاً، وضمن إطار تبريك العائلة، علينا استخدام المياه المقدّسة للصلاة ورسم إشارة الصليب فوق الشريك والأولاد قبل خلودهم إلى النوم. بهذه الطريقة، نكون نقوّي الرابط بين أفراد العائلة ومع الرب. فلنُبقِ قنينة مياه مقدّسة قرب أسرّتنا لهذا الهدف!
رابعاً، فلنعتد تبريك المكان الذي نعمل فيه، ولنرشّه بالمياه المقدّسة، ليس فقط للحماية الروحية في محيط العمل، بل لتقديس عملنا اليومي لمجد الرب.
خامساً، دعونا لا ننسى سياراتنا. لعلّ السيارة أخطر مكان نمضي فيه وقتاً لا يُستهان به. لا تقلّلوا أبداً من أهمية المياه المقدّسة المرشوشة في السيارة، فهي تُبعد عنكم الأذى إن استُعمِلت بإيمان وبثقة كاملة بالرب.
سادساً، باركوا حدائقكم! كانت هذه العادة شائعة في القرون الوسطى، وكان الناس يرشّون مزروعاتهم وخضرهم بالمياه المقدّسة، إذ إنّهم كانوا يعتمدون على المزروعات للعيش. واستخدام المياه المقدّسة لتقديس النباتات وتبريكها كان يظهر اتّكال الناس على النعمة الإلهيّة.
سابعاً، باركوا المرضى بالمياه المقدّسة، فإنّ هذا يُعتبر عمل رحمة. وإن زرتم مريضاً في المستشفى، باركوا المكان المحيط به بالمياه المقدّسة واتركوا قربه قنينة كتعزية عند الحاجة.
أخيراً، باركوا حيواناتكم الأليفة، فالحيوانات ترافق الأفراد والعائلات، وهي غالباً ما تساعدهم. ويمكن مباركتها بالمياه المقدّسة لأنّ كلّ المخلوقات تمجّد الله. في السياق نفسه، يمكن أن ينطبق هذا على المواشي وحيوانات المزرعة التي تزوّدنا بالغذاء.
في النهاية، نطرح سؤالاً بديهياً: ماذا نقول لدى استخدامنا المياه المقدّسة؟ دائماً بحسب ما أورده موقع catholiccompany.com، علينا أن نعرف أنّ المياه المقدّسة قد تباركت بصلوات الكاهن، لكن يمكننا تلاوة صلاة بسيطة خلال رشّ المياه بهدف تحديد نيّتنا لاستخدامها، وللتعبير عن إيماننا بالقوّة الروحية لها. كما ويمكننا تلاوة صلاة الأبانا، أو حتى صلاة القدّيس ميخائيل. لا تنسوا أنّه يمكنكم مباركة كلّ ما تستعملونه، لأنّ المياه المقدّسة سلاح روحي من الله.