Destructed Montane Rainforest in Ecuador

WIKIMEDIA COMMONS

الحسابات الدولية والأصولية الإسلامية تتخفيان وراء اضطهاد المسيحيين في الشرق

المونسنيور سليمان رئيس أساقفة بغداد للاتين يتحدّث عن اضطهاد المسيحيين

Share this Entry

قام المونسنيور جان بنيامين سليمان، رئيس أساقفة بغداد للاتين، بمداخلة حول اضطهاد المسيحيين في أثناء اجتماع عُقد في البرلمان الأوروبي في 1 تموز تحت عنوان “اضطهاد المسيحيين في العالم” بحسب ما أورد موقع آسيانيوز. وأشار الى أنّ اضطهاد المسيحيين في العراق هو نتيجة التطرّف الإسلامي بالأخص ما تبديه من تطرّف الدولة الإسلامية إنما هو أيضًا نتيجة الحسابات السياسية والمشاريع التي تعيد الشرق الأوسط الى الخمسينيات.

وجاء في حديثه بأنّه قد بلغ اضطهاد المسيحيين في العراق ذروته مع غزو جماعة الدولة الإسلامية لجزء من البلاد. تم تلا ذلك سلسلة طويلة من التفجيرات في أماكن عبادة المسيحيين والخطف والاغتيالات والمصادرات وعمليات السطو فضلاً عن التهديدات والتمييز وممارسة الضغط النفسي والخطابات الحاقدة لإسكات الصوت المسيحي بالإضافة الى تثبيطهم ودفعهم الى المنفى.

وهكذا في 1 آب 2004، عندما تمّ تفجير كنائس عديدة واجتاحت الدولة الإسلامية البلاد، تم استهداف المسيحيين في ثلاث موجات رئيسة من الاضطهاد: طردوا من الدورة، ضاحية في بغداد، بين 2006 و2007 ومن الموصل في تشرين الأول 2008 وعانوا المصير نفسه مرة جديدة في الموصل من حزيران حتى تموز 2014 وفي كل القرى المسيحية في محافظة نينوى.

وكان يأمر المتطرفون المسيحيين بأن يعتنقوا الدين الإسلامي وأن يدفعوا الجزية وهي الجزية المفروضة على أهل الذمة حتى يتمكّنوا من العيش أو ترك المكان من دون أخذ أي من ممتلكاتهم. يمكن استبدال الضريبة بتسليم صبيان مسيحيين للقتال وفتيات مسيحيان “لزواج الجهاد”.

بعبارات أخرى، يُطلب من المسيحيين أن يغادروا ويتركوا كل شيء فإن قرروا البقاء سيكون مشرّعًا قتلهم أي هو مبرر وفقًا لأحكام الشريعة، مجموعة من القوانين والقواعد التي تحدد الفقه الإسلامي. ثم اقترح أن يجيب على ثلاثة أسئلة: من أين يأتي الاضطهاد؟ من يتخفى وراء الاضطهاد؟ كيف يمكن إيقاف الإضطهاد؟

وأشار المطران الى أنّ مخطط اضطهاد المسيحيين يعود الى زمن طويل أبعد من العام 2003 حين سقطت الديكتاتورية ودخلت القبلية الى المجتمع وبدلاً من الانفتاح الى الآخر وتقبّل الاختلافات، شرّع التطرّف الإسلامي التجاوزات والتمييز والاضطهاد اليومي. وأضاف المطران بأنّه عندما وصلت القومية العربية الى السلطة في بعض البلدان، لجأت الى العنف والاضطهاد. ولم تتوانَ الأصولية الدينية التي حاولت أن تحل محلها عن القيام بالمثل نفسه. بالتأكيد يمكننا أن نرى من يتخفى وراء هذا الاضطهاد ومن يأمر به. نرى المأساة إنما لسنا دائمًا واثقين من يستفيد من ذلك.

ثم ذكّر بأنّ العنف، هذا الوحش البري، الذي يربض عند باب الآخر لا ينتهي من القتال وكما يقول الكتاب المقدس عن قاين: “فقال الرب لقاين: “لمَ غضبت وأطرقتَ رأسك؟ فإنك إن أحسنت أفلا ترفع الرأس؟ وإن لم تحسن أفلا تكون الخطيئة رابضة عند الباب؟” (تك 4: 6-7).

أما عن جواب “كيف يمكن إيقاف الاضطهاد؟” فقال بإنه يجب إعادة النظر في الثقافات والعمل على التثقيف وغرس القيم والسلوك المتحضر على الدوام. كذلك، بات ملحًا العمل على القوانين من أجل التخلّص من التمييز وإعادة تحديد تعريف المواطنة لإنشاء “المساواة والإخاء والحرية”. على الصعيد الوطني والدولي، من الضروري أن نذكّر بأنّ السلام هو السبيل الأفضل من أجل تحقيق المصالح والعيش معًا بأمان. أما بالنسبة الى العراق، فيجب مساعدة الدولة لكي تصبح من جديد أساس المجتمع فتحمي وتراقب وتنقذ المواطنين من كل شكل من أشكال العنف.

Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير