بعد الاعتداء الذي طال متحف باردو في تونس شهر آذار الماضي وأودى بحياة 20 شخصاً، وفي ظلّ الاعتداء الدامي على السيّاح بتاريخ 26 حزيران الماضي والذي ذهب ضحيّته 38 شخصاً، ما زال الأب سيرجيو بيريز أحد الكهنة الكاثوليك البارزين يصرّ على القول إنّ أغلبيّة التونسيين ليسوا أصوليين. وقد نشر موقع catholicnewsagency.com الإلكتروني مقالاً للكاتب أوليفر ماكسان اقتبس فيه أقوال الأب بيريز، خادم رعيّة القدّيس فنسنت دي بول (المعروف في الشرق باسم مار منصور دي بول) في العاصمة تونس، وذلك ضمن مقابلة له مع جمعية “عون الكنيسة المتألّمة”، كما رأي كاهن آخر.
ومع تشديد الأب بيريز على أنّ الحكومة أيضاً لا تريد دولة تخضع للشريعة الإسلامية، يقول كاهن أرجنتيني عضو في “معهد الكلمة المتجسّدة” إنّ هذا هو السبب خلف رغبة المجاهدين في إلحاق الأذى بتونس، البلد الذي يسلك طريق الديمقراطية والاستقرار. “لا يريدون أن ترى البلدان العربية نموذجاً ناجحاً، لذا تمّ استهداف الاقتصاد التونسي، لأنّ السياح هربوا”.
أمّا من ناحية المسيحيين في تونس، فهم تحت وقع الصدمة، وبعضهم خائف. إلّا أنّ الكاهن جدّد ثقته بالسلطات التي تتخذ كلّ الإجراءات الأمنية اللازمة، رغبة منها في تحييد الكاتدرائية والأسقف، كي لا يصبحا هدفاً لاعتداء جديد، لأنّ اعتداءً كهذا سيقضي على سمعة البلاد. وفي هذا السياق، أضاف الأب بيريز: “يمكننا متابعة مهمّتنا الكنسيّة. فالانتقال السياسي بعد سقوط الدكتاتورية يسير بحسب الخطّة المرسومة. أمّا الدستور الجديد فلا يضمن حرية المعتقد الديني فحسب، بل يزوّد الجميع بحرية ما يمليه الضمير، مع أنّ المسلم الذي يُبدي اهتماماً في المسيحية يخضع لضغوطات اجتماعية كبيرة. وعلى الرغم من كون النظرية تختلف عن التطبيق، يتجرّأ بعض التونسيين الإسلام على المشاركة في صلوات المسيحيين وأعمالهم الخيرية”.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ الكاثوليك يشكّلون المجموعة المسيحية الأكبر في تونس. ومع البروتستانتيين والأرثوذكس في البلاد، يُقدَّرُ عدد المسيحيين بـ25 ألفاً، من أصل 11 مليون نسمة.