منذ أربعين عامًا، تمّ توقيع “اتفافية هلنسكي” التي يُطلق عليها الأوروبيون “الوصايا العشر” وكانت تركّز على ضرورة احترام وحدة الدول الأوروبية وسيادتها وسلامة أراضيها، فضلاً عن فض النزاعات بين دول القارة بالطرق السلمية وضمان حقوق الأفراد وضمان عدم تغيير الحدود الدولية في أوروبا… إنما أين نحن اليوم من هذه الإتفاقية؟ هل فقدت صلاحياتها؟
قام المونسيور أنطوان كاميليري وزير خارجية الفاتيكان في مؤتمر منظمة الأمن والتعاون في أوروبا اليوم الجمعة 10 تموز في هيلنسكي بتصريح أوضح فيه أهمية اتفاقية هلنسكي التي تمّت منذ أربعين عامًا وأشار الى أنه بات من الضروري وضع “إستراتيجية من أجل السلام” أساسها الأمن بين الدول واحترام الكرامة البشرية في كل أبعادها.
وقال: “إنّ هذه التدابير هي كفيلة بحماية التطلّعات وتعزيزها إذ توحّد العائلة البشرية بكاملها. إنّ مفهوم هذه الوحدة متجذّر في هيكلية الوثيقة الأخيرة”. ثم نقل إصرار الكرسي الرسولي على التعايش بين الدول واحترام الحدود وحظر استخدام القوة، الحاجة الى وضع اتفاقيات من أجل الأسلحة وإيجاد الحل السلمي وكلها لا يمكن أن تنفصل عن حماية مركزية الإنسان وحقوقه. كذلك لا يمكن فصل تعاون مبني على أساس التضامن عن احترام حقيقي للبيئة الطبيعية والبشرية”.
وتابع بأنه “في عالم اليوم، نحن مدركون بأنّه عندما تنتهك الدولة المشارِكة في هذه الإتفاقية الثقة المتبادلة واحترام السيادة الفردية والبحث عن الحريات الشخصية وحماية النظام البيئي وتعزيز التبادلات الثقافية… إذا قامت بانتهاكها فذلك سيقود الى اللامبالاة والتنافس السياسي والعسكري والإقتصادي”.
إنّ مفهوم السلام الذي تطوّر في هيلينسكي أصبح “غير مفهوم” ونحن نرى ذلك بوضوح من خلال تأثيراته: تزايد الانقسامات والصراعات التي لم تُحَلّ بعد، التمييز على نطاق واسع وعدم المساواة وفوق كل هذا نرى سلوكًا مجرّدًا من الأسس الأخلاقية.