Pope Francis in the cathedral of La Paz

CTV

البابا: أصغوا الى كلام الرب من خلال الإصغاء الى مؤمنيه

في كلمته الى الرهبان والمكرسين

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

في خضم زيارته الى بوليفيا التقى البابا فرنسيس بالرهبان والإكليريكيين وألقى أمامهم كلمة استهلها واصفًا فرحه للتواجد معهم ولتشارك المحبة التي تملأ قلب مرسل المسيح وحياته. تحدث البابا عن إنجيل مرقس حيث يخبرنا أن برتلماوس انضم الى جماعة التلاميذ في الدقيقة الأخيرة فهو الأعمى المتشرد الذي نبذه الجميع فجلس على قارعة الطريق ولما سمع صوت يسوع بدأ يبكي بصوت مرتفع، وانضم الى تلاميذ يسوع والجمع الغفير الذي رافقه خلال مسيرته، وذلك بحسب ما نقلته إذاعة الفاتيكان.

شرح البابا أنه من الممكن أن نستقي من هذا الموضوع نقطتين أساسيتين أولًا بكاء المتشرد وثانيًا ردات فعل التلاميذ، وكأن الإنجيلي أراد أن يخبرنا كيف أن بكاء برتلماوس خلق ردات فعل مختلفة على حياة الناس، وعلى حياة الذين يتبعون يسوع، كيف تفاعلوا مع بؤس ذلك الرجل المتروك على الطريق، لذلك يمكننا أن نختصر الموضوع بثلاث ردات فعل على بكاء الرجل: هناك من تابع طريقه ومن طلب منه أن يصمت ومن سأله أن يقف.

أولاً قال البابا وبحسب المصدر عينه، هناك من مروا بجانبه وتابعوا طريقهم من الممكن أن هؤلاء لم يسمعوا صراخه، ولكن أن يمروا به ويتركونه يعني اللامبالاة، وتجنب مشاكل الآخرين لأنها لا تعنينا، فلا نسمعهم ولا نتعرف اليهم وهنا نحن نرى المعاناة كشيء طبيعي فنقول: “لا يوجد شيء غير طبيعي بل الأمور على هذا الحال.” تأتي هذه الإجابة من قلب مغلق وأعمى وضائع، من قلب لا يود أن يقبل نعمة التغيير. قد يقول البعض أن أولئك الناس كانوا يصغون ليسوع ولذلك لم ينتبهوا للأعمى ولكن هنا أهمية الموضوع يجب علينا أن نفصل بين هذين الموضوعين المترابطين، علينا أن نصغي لكلام الرب من خلال الإصغاء الى مؤمنيه.

ثانيًا، طلبوا منه أن يهدأ ويصمت وألا يزعجهم، هؤلاء سمعوه ولكنهم لم يأبهوا له بل طلبوا منه أن يصمت، هذه هي مأساة الذين يعتقدون أن حياة يسوع هي فقط للذين يستحقونها فيتعالون بهويتهم على الآخرين، هم يسمعون ولكنهم لا يصغون، فهو وبطريقة إظهار بأنهم لا يهتمون أقفلوا قلوبهم

ثالثًا، هناك الذين طلبوا منه أن يقف، وهذا الطلب هو بمثابة دعوة وطريقة مغايرة للإستجابة الى شعب الله، فعلى عكس الذين مروا ولم يهتموا يخبرنا الكتاب المقدس أن يسوع توقف ليسأل ما الذي يجري، لقد توقف حين ناداه أحدهم لأنه ميزه بين الجموع وبدلا من أن يطلب منه أن يصمت سأله ما الذي تريدني أن أفعله لك…لم يفكر يسوع إن كان الرجل يستحق ذلك أم لا بل فقط أراد أن يكون جزءًا من حياته، هذا هو منطق المحبة، عدم الخوف من الاقتراب من ألم الآخرين. هذا ما يفعله الروح القدس بنا ومعنا ونحن شهود على ذلك، ذات يوم رآنا يسوع على قارعة الطريق فلم يمر غير آبه بل توقف وسألنا ما الذي نريده أن يفعل لنا؟ نحن شهود لمحبة يسوع المملوءة رحمة.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

نانسي لحود

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير