البابا يلتقي الحركات الشعبية ويشدد على ضرورة وضع الاقتصاد في خدمة الشعوب

الله يصغي الى صراخ شعبه

Share this Entry

شارك البابا فرنسيس مساء أمس باللقاء العالمي الثاني للحركات الشعبية والذي جرى في عاصمة بوليفيا سانتا كروز بحضور الرئيس البوليفي إيفو موراليس. وتخلل اللقاء خطاب مسهب للبابا شدد فيه على ضرورة تغيير المنظومة الاقتصادية العالمية واستبدالها بعولمة التضامن مسطرا ضرورة الإصغاء إلى صراخ الأشخاص المهمشين والمنبوذين وحماية الأرض معربا عن قربه وقرب الكنيسة الكاثوليكية من النضال الذي تخوضه الحركات والقوى الاجتماعية.

في الخطاب الذي وصفته وسائل الإعلام الدولية بالأهم في هذه الزيارة الرسولية إلى أمريكا اللاتينية ذكّر البابا الحشود بأن الله يصغي إلى صراخ شعبه ولفت إلى الوسائل الأنسب لتخطي أوضاع الظلم التي يعاني منها المهمشون حول العالم. وأكد أن الأرض والبيت والعمل هي حقوق مقدسة ومن الجدير النضال من أجلها. وتابع البابا يقول: نعم إننا نريد التغيير، نريد تغييرا حقيقيا، لأن النظام القائم لم يعد صالحا ولا تحتمله الشعوب ولا الأرض الأم، كما كان يسميها القديس فرنسيس. كما لا بد أن تستبدل عولمة الرجاء، التي تولد وسط الشعوب وتنمو بين الفقراء، عولمة الإقصاء واللامبالاة.

وشدد البابا على الحاجة إلى تبدل إيجابي تحتاج إليه شعوب الأرض كافة بما في ذلك الشعوب الغنية، معتبرا أن الوقت بدأ ينفد فيما يبدو أن الأرض تعاقَب بشكل وحشي وندد بتسلط منطق الربح المادي. كما رأى أنه عندما تتحول رؤوس الأموال إلى أوثان وتوجّه خيارات الكائنات البشرية، وعندما يسيطر جشع المال على المنظومة الاجتماعية ـ الاقتصادية برمتها، ينهار المجتمع، ويتحول الإنسان إلى عبد، ويتم القضاء على الأخوة البشرية، وتقوم شعوب على شعوب أخرى ويُهدد بيتنا المشترك، أي كوكب الأرض.

بعدها توجه البابا فرنسيس إلى الأشخاص البسطاء والفقراء والمهمشين والمستغلين وقال إن بإمكانهم أن يفعلوا المزيد، لافتا إلى أن مستقبل البشرية هو بأيديهم، وأضاف: “لا تستخفوا بأنفسكم، باستطاعتكم أن تزرعوا التغيير، وينبغي أن يبدأ هذا التغيير من القلب”. هذا ثم توقف البابا عند التزام الحركات الشعبية التي تستوحي نشاطها من المحبة الأخوية، وتثور على الظلم الاجتماعي. وحث الجميع على النظر إلى أوجه الأشخاص المتألمين، وإلى جراح العائلة البشرية، وطالب الحركات المذكورة بالسعي إلى حل مشاكل الفقر وانعدام المساواة والإقصاء من جذورها.

ولم يخل خطاب البابا من التوجه إلى قادة العالم إذ حثهم على أن يكونوا “خلاقين ومبدعين” وعلى أن يبنوا المستقبل على أسس صلبة وعلى المتطلبات الواقعية للعمال والمنبوذين والعائلات المهمشة. وعاد البابا ليشدد على ضرورة أن يوضع الاقتصاد في خدمة الشعوب محذرا من مغبة وضع الكائنات البشرية والطبيعة في خدمة المال. وقال: دعونا نقول لا لاقتصاد الإقصاء والشر الذي يسيطر عليه منطق المال لافتا إلى أن الاقتصاد الراهن حاليا يقتل ويقضي على الأرض الأم، ويحرم المليارات من الأخوة من حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الأساسية.

بعدها تطرق البابا إلى أهمية توحيد الشعوب في مسيرة السلام والعدالة، مضيفا أن شعوب العالم يجب أن تكون صانعة مصيرها الخاص. وفي سياق حديثه عن الأوضاع الراهنة في أمريكا اللاتينية التي سماها “الأمة الكبرى” ندد البابا فرنسيس بالأوجه الجديدة للاستعمار، وتحدث عن الدول التي تتخذ إجراءات تزيد الأوضاع سوءا بحجة مكافحة المخدرات والفساد. كما شجب البابا ما وصفه بالاستعمار الأيديولوجي الذي يستخدم وسائل الاتصالات ساعيا إلى فرض نماذج للاستهلاك وثقافة متجانسة.

وفي نهاية خطابه إلى الحركات الشعبية عاد البابا فرنسيس ليؤكد أن مستقبل البشرية ليس فقط بيد القادة العظام والقوى الكبرى والنخب: إنه بيد الشعوب، وقال للحاضرين: تابعوا كفاحكم وليدافع عنكم الله في مسيرتكم ويمنحكم القوة اللازمة والرجاء الذي لا يخيّب.  

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير