وصل البابا فرنسيس مساء أمس الجمعة عند الساعة الثالثة بالتوقيت المحلي إلى مطار سيلفيو بيتيروسي في الباراغواي وكان في استقباله الرئيس هوراسيو مانويل كارتسخارا. تلا الترحيب المتبادل من الوفدين اجتماع خاص ببين البابا والرئيس في المحطة الثالثة والأخيرة من زيارته إلى أميركا الجنوبية.
هذا وعند الساعة 18.45 دقيقة، كان هناك لقاء للأب الأقدس مع أعضاء السلك الدبلوماسي في القصر الرئاسي في أسونسيون. وبعد كلمة رئيس الجمهورية، ألقى البابا فرنسيس خطابًا شكر فيه على الضيافة التي لاقاها مشيرًا إلى أن الباراغواي يُعرف بـ “قلب أميركا”، ليس فقط لأجل موقعه الجغرافي، بل أيضًا لأجل حرارة ضيافة وقرب شعبه.
وإذ تذكر تاريخ هذا الشعب الذي عرف حروبًا دامية وعرف أيضًا دور أمهات ونساء حملوا ثقل عائلاتهم وأمّتهم وبعثوا الرجاء في الأجيال الشابة، تحدث البابا عن أهمية عيش الذاكرة التاريخية التي تربط الإنسان بجذوره. “فمن ليس له جذور لا مستقبل له”. في هذا الإطار أوضح أن “الذاكرة، التي ترتكز على العدالة، والمُعتقة من مشاعر الانتقام والحقد، تُحوّل الماضي إلى مصدر إلهام لبناء مستقبل تعايش وتناغم، ويجعل الجميع يعون كيف أن الحرب إنما هي مأساة وسخافة”.
ودعا في هذا الإطار إلى رفض الحرب وإلى بناء السلام بين الإخوة، سلامٌ يُبنى يومًا بعد يوم، يُسهم فيه كل إنسان من خلال رفض الكبرياء، الكلام النابي، المواقف المتغطرسة، ومن خلال تعزيز التفاهم، الحوار والتعاون. هذا وأشاد الأب الأقدس بالجهد الذي تقوم الأمة لبناء ديمقراطية تمثل سائر شرائح الشعب.
هذا وشدد الأب الأقدس أن عملية إعادة بناء البلاد يجب أن تتم في إطار تعزيز الخير المشترك وعلى أسس ما أسماه “ثقافة اللقاء، الاحترام والاعتراف بالاختلاف المشروع”. في عمل البناء هذا، يجب أن يكون هناك اهتمام خاص وأولوي بالفقراء.