توجه البابا فرنسيس صباح الأحد بالتوقيت المحلي إلى حي بنيادو نورتيه الفقير في أسونسيون عاصمة باراغواي حيث كان له لقاء مع عدد من العائلات الفقيرة المقيمة في المنطقة. عبر البابا عن سروره لهذا اللقاء الذي يجري أمام الرعية المكرسة للعائلة المقدسة وأشار إلى سروره الناجم عن الاستماع إلى شهادات بعض الفقراء الذين تحدثوا عن نضالهم كي يتمتعوا بحياة كريمة. وقال إن معاناة هؤلاء الأشخاص تعيد إلى ذاكرته عائلة بيت لحم، لافتا إلى أن نضال هؤلاء الفقراء لم يحرمهم من الابتسامة والفرح والرجاء.
وفي سياق حديثه عن العائلة المقدسة لفت البابا إلى أن يوسف ومريم تركا أرضهما وأحباءهما وأصدقاءهما، وتوجها إلى منطقة أخرى ـ أي بيت لحم ـ لا يعرفون فيها أحدا وحيث يفتقرون إلى السكن وفيما كانا هناك وُلد يسوع، وكانوا بمفردهم في أرض غريبة. وفجأة وصل الرعاة عندما علموا بولادة يسوع، اقتربوا منه، فباتوا قريبين، وأصبحوا جزءا من عائلة مريم ويوسف، أي من عائلة يسوع. هذا ما يحصل عندما يظهر يسوع في حياتنا، هذا ما يوقظه بداخلنا الإيمان. الإيمان يجعلنا قريبين من حياة الآخرين، ويحرك التزامنا وتضامننا. وقال البابا إنه لا يكفي أن يتردد المرء إلى الكنيسة يوم الأحد ليكون مؤمنا مؤكدا أن الإيمان الذي لا يتحول إلى تضامن هو إيمان ميت، إيمان بدون المسيح وبدون الله، وبدون الأخوة. وأول من تضامن معنا هو الرب الذي اختار أن يعيش في وسطنا مذكرا بأن يسوع جاء إلى هذه الأرض كتعبير عن تضامنه معنا.
بعدها أكد البابا فرنسيس أنه جاء تماما كرعاة بيت لحم ويريد أن يكون قريبا من الفقراء، كما يريد أن يباركم ويبارك أيديهم وجماعاتهم. وشدد على أن الإيمان الذي يولّده يسوع هو إيمان قادر على الحلم بالمستقبل والنضال من أجله في الحاضر. ولهذا السبب ـ قال البابا ـ أود أن أشجعكم على أن تبقوا مرسلين، وعلى أن تقتربوا من الأجيال الفتية ومن المسنين وكل من يواجهون أوضاعا صعبة. وقال البابا إن إبليس يريد الانقسام بين الأخوة مسطرا مجددا أهمية الإيمان التضامني وهي رسالة موجهة إلى المدينة برمتها. هذا ثم أوكل البابا فرنسيس تلك العائلات إلى شفاعة العائلة المقدسة سائلا إياها أن تهبنا رعاة وأساقفة قادرين على تنمية هذا الإيمان التضامني وطلب من الجميع أن يصلوا من أجله قبل أن يتلو مع الكل صلاة الأبانا ويمنحهم بركته الرسولية.