احتفلت جمعية مارمنصور دي بول القلب الأقدس فرع زحلة بالذكرى الخمسين بعد المئة على تأسيسها، وذلك في قداس احتفالي اقيم في كاتدرائية سيدة النجاة في زحلة ترأسه سيادة المطران عصام يوحنا درويش وعاونه فيه النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم والأب اومير عبيدي.
حضر القداس رئيسة جمعية مار منصور في لبنان ايللا بيطار ورئيسة الجمعية في زحلة لميا جحا واعضاء الجمعية، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة ادمون جريصاتي وعدد كبير من المنتسبين الى جمعية مار منصور في مختلف المناطق اللبنانية وجمهور كبير من المؤمنين.
بعد الإنجيل المقدس القى المطران درويش عظة توجه فيها بالتهنئة الى رئيسة واعضاء الجمعية في زحلة مثمناً الدور الكبير الذي تلعبه الجمعية في مساعدة المحتاجين في ظل الظروف الصعبة التي تجتاح المنطقة ومما قال :
” نجتمع اليوم بدعوة من جمعية مار منصور للاحتفال معها بمئة وخمسين عاما من تأسيسها في زحلة على يد مطران المدينة المثلث الرحمات المطران شاهيات.
منذ ذلك الوقت احتضنت سيدة النجاة الجمعية واسست معها شبكة من المساعدات تمحورت حول خدمة الفقير والمتألم والمحتاج والذي قست عليه الحياة. كما سعت الى تمتين القيم الروحية في المدينة عبر نشاطها الرسولي والروحي. فعندما نسمع اليوم بجمعية مار منصور يخطر في بالنا أعمال المحبة والرحمة التي دعانا إليها السيد المسيح. لا سيما عملها أثناء الحروب والكوارث والمجاعات التي مرت على لبنان. يخطر على بالنا أيضا النشاطات الاجتماعية والتنموية والصحية التي تقوم بها الجمعية، فعند كل واحد من أعضاءها إرادة كبيرة للخير والعطاء والتضحية بمجانية ملفتة.
منذ تأسيسها في زحلة انضم إليها أشخاص كثر كرّسوا ذواتهم وبمجانية لخدمة المحتاجين فكانوا يرون في الفقير وجه يسوع الذي عاش فقيرا مع الفقراء ومن أجل الفقراء.
صلاتنا اليوم وبركتنا للقيمين عليها، لميا ويوسف جحا والمتطوعين معهما، والذين تعاقبوا على رعايتها والرحمة لمؤسسيها ومن تطوع فيها ممن سبقنا الى الحياة الأبدية. قدس الرب كل من يعمل في هذه الجمعية ومنّ عليهم ببركاته ونعمه.”
واضاف ” قرأنا اليوم على مسامعكم مقطعا من انجيل القديس متى الرسول، يخبرنا عن شفاء أعميين وأخرس، وسمعنا أن يسوع كان “يكرزُ ببشارة الملكوت ويشفي كلَّ مرض وكلَّ ضعفٍ في الشعب”.
لماذا كان يصنع يسوع المعجزات وهو يبشر ولماذا خفت العجائب في هذا الزمن؟
لقد صنع يسوع العجائب ليُثبتَ للعالم أنه ابن الله المخلص، كما جاء في الإنجيل: سيجعل “العميان يبصرون، والعرج يمشون، البرص يبرأون، والصمّ يسمعون، والموتى يقومون، والمساكين يبشّرون”. وكما تنبأ النبي أشعيا قائلا: “ستبصر النّور عيون العميان، حين يخرجون من الظّلمة.
أمام هاتين المعجزتين (شفاء العمى والأخرس) انقسم الناس، فمنهم من قال أن يسوع هو الله ولم “يظهر قطُّ مثلَ هذا”، زمنهم من اعتبر أن يسوع الشافي هو “رئيس الشياطين يخرجُ الشياطين”.”
وتابع ” هذا الانقسام الذي سمعناه عن يسوع، يحدثُ اليوم بيننا، في مجتمعاتنا المسيحية…..بسهولة نعطي أحكاما مُبرمة عن الكاهن، عن المطران.. وعن البطريرك ..
يطلب الناس اليوم آية وأعجوبة وزيتا يرشح من تمثال ورائحة بخور وينقسم الناس بين مصدق وغير مصدق. البعض يرى في أحداث تحدث مصدرا إلهيا بينما يراها البعض مظاهر طبيعية أو شيطانية!
عندما كان يسوع يصنع الأعجوبة كان يريد أن يثبت بشارته وأن يفهم الناس أن الله حاضر في حياتهم، فهو كان يريد أن يقول للناس أن الله معكم وبينكم. هكذا هي الأعجوبة لتذكرنا بأن الله حاضر معنا في عالمنا، يحنو علينا ويعتني بنا.
حتى تُثبت الكنيسة الأعجوبة يجب أن يمرَّ عليها الوقت وتدرسها بعناية وتكتشف مدلولاتِها، لأن العجيبة يجب أن تمل علامات الإيمان والخير والبشارة.
أعطانا يسوع أكبر معجزة وهي حضوره الدائم معنا في الافخارستيا، في الخبز والخمر اللذان يصيران جسده ودمه. فلسنا بعد بحاجة الى معجزات لكي نؤمن، ففي الافخارستيا الشفاء والإيمان والخير والبركة.”
وفي نهاية القداس القى مرشد الجمعية في زحلة الأب ديمتري صليبا كلمة شكر فيها المطران درويش على وقوفه الدائم الى جانب الجمعية ورعايته لنشاطاتها كما شكر جميع الذين حضروا من مختلف المناطق اللبنانية للمشاركة في فرحة العيد.
بعد القداس انتقل الحضور الى صالون المطرانية حيث تبادلوا التهاني بالمناسبة.