مع تصاعد وتيرة اضطهاد مسيحيي الشرق الأوسط، قدّم الدكتور حسين درويش، نائب رئيس مؤتمر أئمة فرنسا وإمام نيم في فرنسا، تحليله للوضع، خلال لقاء عُقد في بروكسل بتاريخ 1 تموز 2015، تحت عنوان “اضطهاد المسيحيين في العالم”. وقد نشر موقع asianews.it الإلكتروني كلمة درويش الكاملة، وإليكم ملخّص عن أبرز النقاط التي جاءت فيها.
بالنسبة إلى درويش، إنّ “داعش” تقتل المسيحيين، لكنّها أيضاً تهدّد الإسلام في أوروبا. فالإسلام السياسي يصبح “إسلاماً سفّاحاً” يلجأ إلى الكذب والكراهية والعدائية. واضطهاد المسيحيين هو بمثابة تحذير لكلّ مسلم حول العالم، إذ إنّ الإسلام السياسي يتلاعب بتفسيرات القرآن الكريم عبر محو عناصر الانفتاح والتكيّف ومدّ اليد للآخر، بدون أن ننسى أنّ الإسلام المحارب يثير الشبّان عن طريق غسل أدمغتهم ودفعهم إلى الكذب. وقد شرح درويش العوامل الأساسية لاضطهاد المسيحيين، أي غياب الديمقراطية وقمع الحرية الدينية، واعتبار المسيحيين حلفاء الغرب الذين يشكّلون تهديداً، فيما الغرب هو “دار الكفر”.
من ناحية أخرى، تطرّق درويش إلى الاعتداء على “تشارلي إيبدو” مذكّراً المسلمين بفتور ردّة فعلهم حيال ما حصل، قائلاً إنّه لم يرَ إماماً أو ممثلاً عن الإسلام في ساحة الجريمة، مما يشير إلى فقدان الإسلام قيمه المسالِمة، وانحدار الخطاب الإسلامي إلى الغموض. ثمّ تساءل: ألا تعطي ردود الفعل السلبية هذه ضوءاً أخضر للمتطرّفين، خاصة وأنّ الإسلام السياسي بعيد عن الإسلام الإنساني والمنفتح والمتسامح، وهو إسلام يستغلّ الدين لأهداف منافية لمبادىء الديانة؟ ثمّ شدّد درويش على عدم استغلال اسم الله لارتكاب المجازر، لأنّ الديانة علاقة خاصة بين البشر وخالقهم، ولم ينسَ التطرّق إلى القضيّة الفلسطينية.
وبعد أن استعرض أبرز القيم الإسلامية التاريخية، ختم درويش كلمته بالقول إنّ الوقت حان لوضع أسس “إسلام خاص بأوروبا”، يضمن حرية الضمير والتعايش مع المسيحيين واليهود، داعياً المسلمين المؤمنين إلى التفكير مليّاً وإيجاد الحلول، كي لا تجتاح أوروبا موجة معادية للإسلام، وكي يتأقلموا مع قيم المجتمعات الغربية، إذ من الضروري أن يُسرّوا لتطوّرهم في مجتمعات حرّة وديمقراطية.