بهدف جعل المغرب بلداً قوياً في مقاومة التطرّف، وبما أنّ الرباط لا تخفي قلقها حيال الآفة الجهادية خاصة بعد أن طالت الدار البيضاء موجة اعتداءات سنة 2003 ومع انضمام الآلاف إلى صفوف منظمات إرهابية، أعلِنَ مساء الاثنين الماضي عن إطلاق “مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة”، وهي مؤسسة تحمل اسم عاهل البلاد، وهدفها الحثّ على إسلام “متسامح”. وقد نشر موقع 24heures.ch الإلكتروني مقالاً عُرضت فيه أبرز الخطوات المتّخذة لإنشاء المؤسسة وصولاً إلى الإعلان عنها. أمّا من ناحية الإعلان عن هذه المؤسسة، فقد تمّ ضمن حفل برئاسة العاهل المغربي وبوجود عشرات العلماء من مختلف البلدان الأفريقية.
“إنّ المؤسسة كناية عن سلطة، هدفها توحيد وتنظيم جهود العلماء المسلمين في المغرب وفي بلدان أفريقية أخرى، كما إظهار قيم الإسلام المتسامح”. وقد أعلن أحمد توفيق رئيس المؤسسة ووزير الشؤون الإسلامية في المغرب أنه بهذا، تكون المؤسسة تشكّل جواباً على التوقّعات الرسمية للبلدان الأفريقية بشأن الحاجة إلى تدريب مبشّرين، خاصة بعد نداء سنة 2008 القاضي بإيجاد أئمّة ينشرون هذا الإسلام المتساهل غير العنيف، والذي أساسه المذهب المالكي أو المذهب الرسمي للإسلام السنّي في المغرب. تجدر الإشارة إلى أنّ هذا النداء كان قد لقي أصداء إيجابية، كما اهتمام بلدان عديدة من بينها مالي، خاصة بعد النجاح الذي أحرزه “معهد محمد السادس لتدريب الأئمّة”، والذي دُشّن في آذار الماضي. يضمّ المعهد الأخير أكثر من 250 مغربياً بالإضافة إلى 450 شخصاً من غينيا وساحل العاج وتونس وفرنسا ومالي، وقد كلّف أكثر من 20 مليون يورو.