احتفالا بالمئوية الثانية لولادة دون بوسكو (1815 ـ 2015)، وجه قداسة البابا فرنسيس رسالة إلى رئيس عام الساليزيان الأب أنخيل فرناندز أرتيمه بعنوان “على مثال دون بوسكو، مع الشباب ولأجلهم” أشار في مستهلها إلى لقائه العائلة الساليزيانية في بازيليك القديسة مريم سيدة المعونة في تورينو احتفالا بالمئوية الثانية لولادة دون بوسكو، وأضاف أنه من خلال هذه الرسالة، يرغب بالاتحاد معهم مجددا في رفع الشكر لله والتذكير بالنواحي الجوهرية لإرث دون بوسكو، الروحي والرعوي، وحثِّهم على عيشه بشجاعة.
أشار الأب الأقدس إلى أن الشباب هم منفتحون اليوم أيضا على الحياة واللقاء مع الله ومع الآخرين، وأكد بعدها أن دون بوسكو يعلّمنا قبل كل شيء ألاّ نقف مكتوفي الأيدي، بل أن نكون في الطليعة كي نقدّم للشباب خبرة تربوية متكاملة، وإذ ترتكز بقوة إلى البعد الديني، تشمل الإنسان كله، ومن هنا تنبع تربية إنسانية ومسيحية تهتم بالشباب، ولاسيما بالفئات المهمشة في المجتمع، وتقدّم لهم أيضا إمكانية التعليم وتعلّم مهنة، ليصبحوا مسيحيين صالحين ومواطنين مستقيمين.
لفت البابا فرنسيس في رسالته إلى أن دون بوسكو، ومن خلال العمل من أجل التربية الأخلاقية والمدنية والثقافية للشباب، قد عمل من أجل خير الأشخاص والمجتمع المدني، وتطرق بعدها إلى حضور المربّي كأب ومعلّم وصديق للشباب، وتوقف أيضا عند اهتمام دون بوسكو بالشباب الفقراء وأضاف قائلا إنه عاش حياة صلاة متواصلة، وأشار الأب الأقدس أيضا في رسالته إلى مساعدة الشباب كي يختبروا أنه، وفي حياة النعمة فقط، أي في الصداقة مع المسيح، تتحقق بالكامل المثل الحقيقية.
وتوقف البابا فرنسيس عند كلمات دون بوسكو للشباب “أنا أدرس من أجلكم، وأعمل من أجلكم، وأحيا من أجلكم وأنا مستعد أيضا أن أبذل حياتي من أجلكم” وأضاف الأب الأقدس في رسالته أن الساليزياني هو مربّ يردد دائما الإعلان الأول “يسوع المسيح يحبّك، وقد بذل حياته ليخلّصك، والآن هو حيّ إلى جانبك كل يوم كي ينيرك ويقويّك ويحرّرك”، مذكّرا هكذا بما جاء في الإرشاد الرسولي “فرح الإنجيل”.
وفي ختام رسالته إلى رئيس عام الساليزيان احتفالا بالمئوية الثانية لولادة دون بوسكو أشار البابا فرنسيس إلى أن انتظارات الكنيسة في ما يتعلق بالاعتناء بالشباب لهي كبيرة، وحثهم على الالتزام بإرث مؤسسهم من خلال الجذرية الإنجيلية وروح الخدمة على مثال دون بوسكو، مع الشباب ولأجلهم.