Saint Charbel Makhlouf - Lebanon

Robert Cheaib - www.flickr.com/photos/theologhia

الكنيسة المارونية… أبواب الجحيم لن تقوى عليها…

بشفاعة القديس شربل

Share this Entry

ضمن احتفالات اليوبيل الذهبي (50 سنة) لتطويب القديس شربل والتي قرّرتها الكنيسة المارونية، ستُقام تساعية صلاة بين 18 و25 تموز الحالي. وبحسب مقال فادي نون الذي نشره موقع asianews.it الإلكتروني، وصف غبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي تطويب القديس شربل سنة 1965 كعمل نبويّ، كان الهدف منه حمل العالم على التركيز على أهمّية الكنيسة الشرقية، وربما كخطوة استباقية للأيام المأساوية التي ستشهدها هذه الكنيسة لاحقاً، أي أيامنا هذه! فقدر هذا الجزء من العالم كان قد حُدِّد، لأنّ العقول المدبّرة والعاملة على الخلافة الإسلامية كانت قد بدأت بالتخطيط للقضاء على كرم الرب.

لكن ما هي التحديات التي تواجهها الكنيسة المارونية حالياً، خاصة في لبنان، حيث يُعتبر العجز عن انتخاب رئيس للجمهورية (ماروني تقليدياً) منذ أكثر من سنة إحدى العلامات التي ذكرها البطريرك؟

بالنسبة إلى الأباتي بولس نعمان الرئيس السابق لدير الرهبانية المارونية، “من البذور الصغيرة التي زرعها القديس مارون عندما التجأ إلى لبنان، وُجد موطن للجميع، وليس للمسيحيين فحسب”. إلّا أنّ هذا الموطن تحوّل إلى أمّة لشعب انتهازي أناني يسعى وراء السلطة والمال، ممّا جعله يعود في التاريخ إلى ما قبل أيام الأمير بشير. وبعد أن كان الجميع يعيشون تحت سقف وطني واحد، ألا وهو لبنان، منبع نخبة الموارنة، تشتّتت هذه الجماعات. وبالطبع، لعبت الأسباب الخارجية دورها في عملية الحلّ تلك، فأصبح الناس منهكين. لكنّ الأباتي نعمان واثق بأنّ العناية الإلهية ستعهد بمهمّتنا إلى من سيُتابعون مسار التاريخ، لأنّ هذا القسم من العالم لن يتوقّف معنا. وقد آن الأوان لندرك أننا نتجاهل شيئاً.

من ناحية أخرى، ودائماً بحسب مقال فادي نون على موقع asianews.it الإلكتروني، يرى الأباتي نعمان أنّه في حياة الكنيسة، من الضروري التعرّف على النفوذ الإكليركي في السياسة وحبّ المال ومحاربتهما. “في المدارس والجامعات، نحتاج إلى المزيد من الرحمة والمزيد من الأمثلة الصالحة. علينا أن نضع حداً للربح خلال إعادة الاستثمار، وعلينا أن نعطي الشعب ما هو من الشعب”. من الواضح أنّ الأباتي نعمان قلق حيال الخطر المحدق بالكنيسة المارونية، والذي يهدّدها بفقدان هويّتها الروحية، كما بفقدان الدور الذي لعبته عبر التاريخ. أمّا الخطر المحدق بلبنان فليس الاختفاء الحسّي للكنيسة التي شهدت ولادة عملاق في القداسة كالقديس شربل، بل زوالها الروحي.

تجدر الإشارة إلى أنّ احتفالات الذكرى الخمسين لتطويب الأب شربل والتي ستُقام في قريته بقاع كفرا، ستتضمّن حلقات مناقشة ومسيرات، منها مسيرة مع ذخائر القديس سيشارك فيها السفير البابوي، بالإضافة إلى ذبيحة إلهية سيحتفل بها غبطة البطريرك، وافتتاح متجر صغير للمنتجات المحلية. فلنحرص على أن يكون تكريم القديس شربل في موطنه أصيلاً، بعيداً عن الشوائب!

Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير