كثر هم من يقفون في وجه الموت الرحيم معتبرينه ظلمًا للإنسان وتعد خاص على حقوقه وعلى كرامته البشرية وآخرون يرون بالموت الحريم فسحة للهروب من الألم والأوجاع وللإرتياح من كل مرض عضال ألمّ بهم. الله هو من وهبنا الحياة وبحسب إيماننا هو وحده من يستردها حين يشاء فماذا عن تدخل اليد البشرية في هذا الموضوع وتشريع قانون يوافق على استخدام الموت الرحيم؟
ستتم في الحادي عشر من شهر أيلول المقبل المناقشات في مجلس العموم البريطاني حول البت في مشروع قانون الموت الرحيم. وقف أمام هذا الموضوع الذي يسمج في المستقبل للجميع بأن يضعوا حدًّا لحياتهم الأساقفة في انكلترا محذرين من السماح للأطباء بأن يحقنوا الأشخاص بأدوية تساعدهم على الإنتحار. في هذا الإطار أفاد المونسنيور بيتر سميث رئيس أساقفة ساوث وارك أن هذا النقاش بالغ الأهمية ويجب تقديم معلومات وتفسيرات حول الموضوع في جميع الرعايا في البلاد، كما حث المسيحيين على الإتصال بالبرلمانيين على وجه السرعة لكي يعبروا عن قلقهم حول التأثير الخطير لهذا المشروع على الفئات الأكثر ضعفًا.
بهدف تسليط الضوء على مخاطر الموضوع أنشأ مجلس الأساقفة صفحة خاصة على الإنترنت يشرح من خلالها التشريع المقترح ونتائجه المأساوية مشددًا على أن حياة كل إنسان جديرة بالاحترام والحماية، وبشكل خاص الأشخاص الذين يتواجدون بعزلة فهؤلاء علينا مساعدتهم على تخطي محنهم لا أن نساعدهم على الانتحار. كما أشاروا الى ضرورة تطوير المستشفيات للرعاية الملطفة لتكون بمتناول الجميع، فالأكبر سنًّا والأكثر ضعفًا والمرضى هم من روائع خلق الله ويستحقون أقصى درجات الاحترام، ولذلك تعي الكنيسة أن الحياة هبة من الله ويجب حماية المستضعفين فيها.
من جهة أخرى تعارض الجمعية الطبية قانون إقرار الموت الرحيم لأنه يتعارض مع المبادئ الأساسية للاخلاقيات المهنية الطبية فعلى الأطباء إظهار أعلى درجات التقدير والاحترام للحياة البشرية.
