بعد سنة على الحرب مع إسرائيل وعلى الرغم من إعلان الهدنة، جاء على لسان الأب خورخي هرنانديز راعي أبرشية “العائلة المقدّسة” الكاثوليكية في غزة: “إنّ حدّة الحصار الإسرائيلي على غزة تتزايد، ممّا يؤثّر مباشرة على السكان الذين تتدهور حالتهم”.
وبحسب ما ورد في مقال بول جيفري على موقع cnstopstories.com الإلكتروني، فإنّ الحرب قد ولّدت مذهب فعالية جديد في غزة، بحيث أنّ عدد الراغبين في المحاربة تضاعف، سواء من ناحية حماس أو الجهاد الإسلامي أو السلفيين، وصولاً إلى الدولة الإسلامية. إلّا أنّ غالبية السكان المحايدين يرغبون في عيش حياة طبيعية، بعد أن أودت الحرب بحياة 2250 فلسطينياً، بحسب تحقيق أجرته الأمم المتحدة في حزيران، بدون أن ننسى التأثير النفسي والصحّي الذي تتركه الحرب، خاصة على الأولاد، وبوجود أسلحة كيميائية. وعدا عن مشاكل الالتزام بالنظام التي يولّدها الصراع، تبرز آثار الضغوطات ضمن العائلات وفي الشوارع، لتصل إلى العنف الجسدي، بسبب التوتّر الدائم والمستمرّ، والذي يولّد بدوره مشاكل صحية.
من ناحية أخرى، قال الأب هرنانديز إنّ الآلاف ما زالوا في ملاجىء مؤقّتة، فيما أعلن سامي اليوسف أحد القادة الروحيين أنّ مسيحيّي غزة تأقلموا مع وضعهم الخطر، ولم يعودوا يفكّرون في الخروج من غزة، مفتخرين بكونهم مسيحيين وفلسطينيين. تجدر الإشارة إلى أنّ عدد المسيحيين يبلغ 1300 من أصل 1،8 مليون نسمة، غالبيّتهم من المسلمين، فيما يطبع التمييز العلاقة بين المسلمين والمسيحيين. في السياق نفسه، يتمّ التبليغ عن بعض حالات التحرّش بالمسيحيين، ممّا يدفع بالأب هرنانديز إلى أن يحافظ على علاقة جيّدة مع مسؤولي حماس، ليتجاوبوا معه ويتّخذوا التدابير اللازمة بحقّ المعتدين.
تجدر الإشارة إلى أنّ دعم حاضرة الفاتيكان للفلسطينيين، والذي ازداد في عهد البابا فرنسيس، ساعد للتخفيف من الضغوطات على الأرض، وأصبح الفلسطينيّون يذكّرون الجميع بما قاله البابا وفعله لأجلهم، وجعلهم بدورهم يشعرون بالأمل ويتحلّون بالشجاعة.