البطريرك ساكو: "الشهادة هي موهبة الكنيسة الكلدانية"

الإيمان هو لقاء شخصي مع المسيح الذي يعرفنا ويحبنا وله نسلّم ذاتنا كليًا

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

“إنّ هذه الجائزة ليست لي بل هي لنا جميعًا، الشعب الذي يعاني وسأقول بالأحرى، هي للعراق ولكل من يبحثون عن السلام والاستقرار ويسعون الى بنيان عالم أفضل حيث يعيش الجميع بفرح وكرامة”. هكذا شكر البطريرك مار لويس ساكو يوم الاثنين البارحة المونسنيور بريغانتيني، رئيس أساقفة كامبوباسو ومعاونيه بعد أن استلم الجائزة الدولية “La traglia، إثنية ومجتمع” لالتزامه بالحوار ما بين الأديان وعمله من أجل المسيحيين في الشرق بحسب ما ذكر موقع إذاعة الفاتيكان في القسم الفرنسي.

إنّ هذه الجائزة التي بدأت في العام 2008 مع الجمعية الإيطالية Jelsi في منطقة موليز ومع لجنة سانت آن، تهدف الى تكريم أصحاب المبادرات والشخصيات التي تحافظ على التقليد أو تعيد تقييمها، تحمي حقوق الإنسان، الكرامة والهوية الثقافية والدينية للمجتمعات الصغيرة والإثنيات. وهذه السنة، كانت الجائزة من نصيب المونسنيور ساكو وكانت مناسبة ليذكّر البطريرك بأنّ “الشهادة هي موهبة الكنيسة الكلدانية”.

وقال البطريرك: “نحن لا نبحث عن الشهادة أو الصليب حتى. إنّ الموت والصليب هما نتيجة التزامنا الكامل للمحبة والوفاء اللذين نكنّهما للمسيح ونحن جاهزون للقيام بتضحيات أكثر من أجله”. ثمّ فسّر بأنّ الشهادة تميّز كنيسته منذ القدم وبأنّ العديد من الشعوب قام باضطهادها مثل الفرس والعرب والمونغول والعثمانيين واليوم أيضًا تتكرر القصة ويتزايد عدد الضحايا.

ينكشف هذا البعد في الليتورجيا بذاتها “الغنية بالأناشيد التي تكرّم الشهداء صباح مساء. وهي روحانية تبثّ فينا القوة للصمود والبقاء” مثل الهجوم الذي ضرب كاتدرائية السيدة العذراء في بغداد يوم أودى بحياة 58 شخصًا في 31 تشرين الأول 2010. “بالنسبة إلينا، إنّ الإيمان ليس مسألة إيديولوجية أو تضخيم لاهوتي بل هو حقيقة لسر المحبة. إنّ الإيمان هو لقاء شخصي مع المسيح الذي يعرفنا ويحبنا وله نسلّم ذاتنا كليًا. من أجله، نذهب الى الأبعد دائمًا، وصولاً الى التضحية. الشهادة هي التعبير الأسمى لوفائنا لهذا الحب”.

“نحن نعيش في العراق درب جلجلة. سلسلة لا تنتهي من الحروب والديكتاتورية الوحشية وتعنّث أصبح إرهابًا حقيقيًا. يعيش المسيحيون في العراق وفي سوريا وكل مكان آخر الاضطهاد تمامًا مثل ما عاشت الكنيسة الأولى. إنما اليوم المضطهد هو الجهادي الذي “يؤمن بأنّ الله معه” وهذا يشكّل خطرًا على العالم أجمع. وأضاف: “كل ما ينتج عن الجهاديّ ليس إلاّ الموتى والدمار واللاجئين والفقر”.

وكرّر ساكو من جديد: “نحن لا نريد أن نترك بلدنا ونفرغه من الوجود المسيحي. هنا يكمن كل تاريخا، هويّتنا هي العراق. نملك دعوة وهي أن نشهد لفرح الإنجيل. لذلك إنّ مساعدة المسيحيين الآخرين هي جد أساسية. “صداقة إخوتنا وأخواتنا في الغرب ودعمهم لنا وتضامنهم معنا، يمنحنا الشجاعة للصمود والبقاء في أرضنا وكنائسنا والاستمرار من أجل أن نشهد لمسيحيتنا”. 

***

نقلته الى العربية (بتصرف) ألين كنعان – وكالة زينيت العالمية

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير