Pope Francis greets faithful during the Angelus of Sunday 26th of July 2015

ANSA

اصحيح ان الاسباب التي ذكرتها وسائل الاعلام الامريكي هي من كانت السبب في تراجع شعبية البابا فرنسيس في الولايات المتحدة الامريكية؟

اليكم رايا معاكسا، يتكون من اربع نقاط

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

١-  امريكا ثقافة هولويودية !
من منا لا يعرف ماهية الافلام الامريكية، كيف تصنع وكيف تصور الاحداث على طريقتها الخاصة، وكيف تقدم الى المشاهد كانها حقيقة؟ ومن لا يدرك جيدا، ان ثقافة السينما صارت في كل بيت وشارع ومؤسسة عبر وسائل الاعلام وقوة الدعاية الموجهة والاستهلاكية؟
  نعم انها الدعايات والافلام التي تجعل الاحمر ابيضا والابيض اسودا، من خلال فن استخدام تقنيات التكرار ومنهجية نقل العدوى، فتترسخ الافكار بطريقة ثابتة في دماغ الناس، وتصبح من منظومات قراراتهم واتجاهاتهم، وعندها بامكانها ان تؤلب الرأي العام وتحرفه نحو الاتجاهات المطلوبة.

٢-  التملّق الاعلامي وفرنسيس
في امريكا يصنّع الابطال والفنانين والنجوم في معامل الانتاج السينمائي والتلفزيون،  وفي امريكا ايضا، تصنع القنابل والصواريخ المتطورة والسيارات والحواسيب، انه فكر صناعي بامتياز، فلديه المقدرة ان يحط اي نجم عن مرتبته في النجومية اذا ما خالف الخط الفاصل أو السياسة المتبعة.
لقد ظن الاعلام الامريكي انه قادر ان يقوم باعادة تدوير (كمنطق تدوير النفايات)  العمل الإصلاحي الذي اطلقه البابا فرنسيس ابان توليه السلطة. فعمدت تلك الوسائل الى انتهاج السياسة الناعمة منها المجاملة والتملق ومحاولة منها في سجن البابا فرنسيس في صورة محددة من نسج خيالها،  وتقديم الكنيسة الكاثوليكية على انها كنيسة منفتحة وشعبوية قريبة من الناس… غير ان  التاريخ يشهد على العديد من الحملات التشهيرية التي شنتها وسائل الاعلام الامريكية على الكنيسة المحلية، هناك امثلة لا تعد ولا تحصى، ولكن سنذكر مثلا واحدا، وهو يوم رفض القديس البابا يوحنا بولس الثاني قرار الادراة الامريكية بشن الحرب على العراق،  فتم شن ابشع الحملات الاعلامية في ولايات عديدة في امريكا، هدفت الى تحطيم وتشويه صورة الكنيسة وزعزعة  ثقة الناس باساقفتها، عبر اتهام العديد منهم مع الكهنة والرهبان بالتحرشات الجنسية، فكانت الارقام مبالغا فيها. فقد تمت الحرب على العراق وتهجّر الكثير من المسيحيين وبالالاف. 
وهذا يدل على المنظومة التالية، انه كلما تأخذ الكنيسة موقفا حازما تجاه السياسات التي تهين كرامة الشعوب وتهدد حياتهم، تقوم الدنيا وتقعد.

٣- الثالث:  فرنسيس ابن قارته
لا يخف على احد ان الكاردينال جورجيو (البابا فرنسيس) قد اختبر في بلده الفقر والحرمان والتدخلات الخارجية في بلده كما في بلدان امريكا الجنوبية، فقد لهذا التدخل  افقار مجتمعات بأكلمها تحت ذريعة الرخاء الإجتماعي، فكانت الارجنتين اولى ضحايا هذا الافقار المنهجي، فادرجت الارجنتين في لائحة البلدان الفاشلة اقتصاديا . اضف الى الحروب الداخلية المفتعلة في بلدان امريكا الجنوبية، والى دعم سابق من قبل الادارة الامريكية لدكتاتوريين كانوا موالين لها عبثوا فساد بالناس، فقتلوا ونفوا وسجنوا الابرياء من شعبهم. ولا ننسى كيف تواطأت الاستخبارات الامريكية مع النظام الديكاتوري في السلفادور الذي قتل بدم بارد الطوباوي الكاردينال اوسكار روميرو. 
ان هذه الاحداث التي ذكرناها آنفا،  اختبرها البابا فرنسيس، فتركت لديه دمغة لا تمحى. ولقد شاءت العناية الالهية ان تختاره الى السدة البطرسية، لكي يدعو جميع الشعوب ومن بينهم امريكا الشمالية الى التوبة والعودة الى حضن الكنيسة، على غرار ما فعله سابقا سلفه القديس يوحنا بولس الثاني يوم دعى روسيا الىشيوعية الى التوبة.
نعم للبابا مهمة شاقة تتعلّق بحواره المفتوح مع الولايات المتحدة، بهدف اقناعها في المشاركة الفعالة بإحلال السلام العادل بين الشعوب، والحد من مشكلة الفقر والبطالة. وهذه المهمة النبيلة بحاجة الى صلاة وتوبة من قبل ابناء الكنيسة الجامعة.

٤-  رسالة “كن مسبّحا”
فقبل اعلان رسالته التاريخية “كن مسبحا” علت الاصوات في امريكا مستنكرة موقف البابا، فهناك من اتهمه بانه فاقد العقل وليس خبيرا في الشؤون البيئية الخ. فبدات الحملات المستنكرة تؤلب تارة  الراي العام الامريكي الرازح تحت البطالة والفقر واللاعدالة الاجتماعية وطورا العلماء المقربين من الكنيسة… فما كان على اصحاب رؤوس الاموال والمصانع الضخمة ان يعمدوا الى انتهاج سياسة التحريض عبر  وسائل الاعلام، بهدف اضعاف صورة البابا فرنسيس لدى عامة الشعب، لاسيما لدى الطبقة العاملة. وضمن هذا السياق الضاغط قام أوباما، بالترخيص لقانون زواج المثليين تحت منظومة “لقد انتصر الحب”، كرد باطني على مواقف البابا في رسالته “كن مسبحا” حيث دعى قادة العالم والدول الصناعية الى احترام “بيتنا المشترك” عبر خطة طوراىء تحد من انبعاث الغاز المسم، من خلال تحديد معنى قيمة ومفهوم الانتاج والتطور والصناعة، بهدف حماية البيئة والحد من التصحّر الذي افقر العديد من بلدان النامية ثرواتها المائية والطبيعية.

ما الذي نتعلّمه من هذا الحدث؟
علينا ان نعرف كيف نقرأ احداث التاريخ، لانها تعد لنا امثولة وعبر ، فإعلام اليوم قد فقد الموضوعية العلمية  في نقل الخبر وتحليل الاحداث ومقاربتها بطريقة علمية، بعيدا عن المصالح الخاصة او المنفعة وتحوير الحقائق. الاعلام  سلاح ذو حدين، فمن لا يعرف كيف يعمل وباي اتجاه يسلك يكون حتما من ضحاياه.

خلاصة
يبقى البابا فرنسيس رجل الشهادة وخادم الرحمة، يجسد في حبريته مثل السامري  الصالح، لا يأبه للخرافات الإعلامية ولا يرهب تهديداتها او يضعف امام انتقادا
تها اللاذعة، لانه متكل على الله وعلى صلاة المؤمنين،  لا تهمه احصاءات وسائل اعلام الولايات المتحدة، بل تراه يتقبل الامور ببسمته الساحرة، مواصلا مسيرة اسلافه في اعلان فرح الانجيل بتواضع وجرأة.
البابا فرنسيس رجل الحوار والتواصل، وها هو يتحضر لزيارة الولايات المتحدة، حيث سيكون له لقاءات عديدة مع المؤمنين والمسؤولين الروحيين والزمنين،  وسيحتفل مع الشعب الامريكي بفرح اللقاء بالرب، حاملا معه هم الكنيسة، يذكرهم بإرث انجيليهم، عنوانه محبة الله والحفاظ على العائلة والانسان، وصون “بيتنا المشترك” اي الطبيعة. وستشهد امريكا  على اضخم تجمع شعبي ينتظر البابا فرنسيس، ربما سيكون هذا التجمّع الاول من نوعه في تاريخ انشاء الولايات المتحدة الامريكية. 
Pope Francisco we love you

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

الخوري جان بول الخوري

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير