قد يتفهّم المرء إن كان مسيحيّو مخيّم “نيو كوشينغورو” للمهجّرين، والواقع خارج العاصمة النيجيرية أبوجا، لا يشعرون بالمودّة حيال مجموعة من 31 مسلماً لجأت إلى المخيّم نفسه. إلّا أنّ الـ923 مسيحياً في المخيّم تقبّلوا المسلمين ورحّبوا بهم فيما بينهم. والسؤال المطروح هنا هو “كيف ذلك؟”
فبحسب موقع cruxnow.com الإلكتروني الذي نشر مقالاً لجون ألان الابن، هؤلاء المسيحيون الذين هجّرتهم مجموعة بوكو حرام بعد أن أحرقت محاصيلهم ودمّرت قُراهم وذبحت أو أحرقت أفراداً من عائلاتهم، يواجهون أبشع الظروف المعيشية في المخيّم بدون مجالات للعمل. لكننا نراهم يلعبون الورق مع المسلمين ويتشاطرون جميعاً الطعام، ويهتمّون بأولاد بعضهم البعض ويشاهدون التلفزيون معاً عبر شاشة صغيرة مشتركة. ويقول فيلمون إيمانويل الناطق باسم المخيّم: “هؤلاء المسلمون أصدقاؤنا. وإن هربوا فهذا يعني أنهم ليسوا الأشرار، بل هم ضحايا أيضاً.” من هنا، نستنتج أنّ ظهور بوكو حرام لم يثبّت الشرخ بين المسيحيين والمسلمين بل جمعهم بطريقة غير متوقّعة. في السياق نفسه، يمكن أن نسمع قصصاً عن مسلمين يتجمّعون لحراسة الكنائس أيام الآحاد، فيردّ لهم المسيحيون الجميل بحماية المساجد أيام الجمعة.
فهل يضرب مؤمنو الديانتين مثلاً للعالم أجمع على أنهم مجتمع يرفض الاستسلام بين أيدي الإرهابيين، خاصة مع الرعب الذي بثّته بوكو حرام في نفوس المسلمين وجعلتهم يوطّدون علاقتهم مع المسيحيين؟ أو أنهم ببساطة ينتظرون اندلاع حلقة العنف التالية؟ من المحتّم أنّ ما سيحصل سينعكس على العالم كلّه. فلننتظر لنعرف ما سيكون قرارهم!