فيما كان القديس إغناطيوس يومًا جالسًا يرتاح من تأمّلاته الكثيرة وينظر بلا تركيز إلى نهر الكاردونير في مدينة منريسا في بلده إسبانيا تفتّح ذهنه كما بتدخّل إلهيّ وفهم أمورًا كثيرة تخصّ الآداب والعلوم. وكأنّ منظر المياه المتدفّقة باتّجاه واحد على عشوائيّتها سهّلت له أن يرى كيف أنّ الأمور جميعها تعمل معًا وتسير معًا باتّجاه الله، بل كيف أنّ الله يعمل في كلّ شيء ليقوده إلى اكتماله. فليست الآداب والعلوم بغريبة عن عمل الله، وليس العالم فارغًا من الله، بل كلّ واقع بشريّ مليء من الحضور الإلهيّ بل أيضًا من العمل الإلهيّ وكلّ معرفة لها دعوة أن تقود إلى الله.
الله في كلّ شيء، في الصلاة كما في العمل، في العلوم المقدّسة كما في الآداب والسياسة والعلوم الدنيويّة فالله يعمل في كلّ شيء ومن يميّز هذا العمل يتّحد بالله في كلّ أعماله.
لا يفصل العمل عن الصلاة بل يقود إليها، بل وأكثر من ذلك هو لها مكان متميّز: الصلاة تسكن في العمل. ولا ازدواجيّة بين الصلاة والعمل ولا أفضليّة، بل اتّحاد وثيق…. هناك يتحوّل الإنسان الى “مُشاهد لله في العمل”.
(من الروحانية الإغناطية).
WIKIMEDIA COMMONS
العمل أم الصلاة؟
فيما كان القديس إغناطيوس يومًا جالسًا يرتاح من تأمّلاته الكثيرة وينظر بلا تركيز إلى نهر الكاردونير في مدينة منريسا في بلده إسبانيا تفتّح ذهنه كما بتدخّل إلهيّ وفهم أمورًا كثيرة تخصّ الآداب والعلوم. وكأنّ منظر المياه المتدفّقة باتّجاه واحد على عشوائيّتها سهّلت […]