كان حجّاج مدينة روما صباح اليوم، وككلّ أربعاء، على موعد مع البابا فرنسيس خلال المقابلة العامّة. وقد شدّد الأب الأقدس في تعليمه على أعمال الرحمة، مشجّعاً الموجودين في ساحة القديس بطرس على “التورّط” شخصياً في مساعدة الغير.
“أيها الإخوة والأخوات الأعزّاء، إنّ إحدى تبعات ما یسمّى بالـ”رفاهية” هي حمل الأشخاص على الإنغلاق على ذواتهم، جاعلة إیاھم غیر مهتمّین لاحتیاجات الآخرين. لذلك ومن بین أعمال الرّحمة نجد التذكیر بالجوع والعطش: أن نطعم الجائعین ونسقي العِطاش. إزاء بعض الأخبار ولاسیمّا بعض الصّور، یشعر الرأي العام بالتأثّر، وتنطلق بین مرّة وأخرى حملات مساعدة لتحفیز التضامن. إنّ هذا الشّكل من أشكال المحبة مهمّ، وإنما ربما لا یطالنا بشكل مباشر. ولكن عندما نسیر في دربنا ونلتقي بشخص معوز أو یأتي فقیر لیقرع على باب بیتنا، یصبح الأمر مختلفاً لأنَّ الأمر أصبح یطالني بشكل شخصيّ. ما هي ردّة فعلي في هذه الحالات؟ هل أحوِّلُ نظري إلى الجهة الأخرى وأعبر؟ أم أتوقّف للتكلّم معه وأهتمّ بحالته؟ في الكتاب المقدّس، یقول أحد المزامیر إنّ الله هو الذي یرزق كلّ حيّ طعامه. إنّ اختبار الجوع لقاسٍ، وقد عرفه من عايشه في فترات حرب أو مجاعة. ومع ذلك یتكرّر هذا الاختبار یومیّاً ویقیم بالقرب من الوفرة والتبذير. تبقى كلمات الرّسول یعقوب آنیة على الدّوام: “ماذا ینفعُ، یا إخوَتي، أن یقولَ أحد إنّه یؤمِن، إن لم یعمل”؟ فالإیمان إن لم یقترن بالأعمال كان میتاً في حَدّ ذاته”.
ثمّ ختم البابا تعليمه قائلاً: “أيها الإخوة والأخوات الأعزّاء، هناك على الدّوام شخص جائع وعطشان ویحتاج إليّ. لا یمكنني أن أكلّف شخصاً آخر مكاني. هذا الفقير يحتاج إليّ وإلى مساعدتي وإلى كلمتي والتزامي”.