أيُّها الإخوةُ والأخواتُ الأعزاء، لكي نفهم جمال الاحتفال الافخارستي أرغب أن أبدأ بجانب بسيط جدًّا: القداس هو صلاة، لا بل هو الصلاة بامتياز. لكن ما هي الصلاة فعلاً؟ إنها قبل كلِّ شيء حوار وعلاقة شخصية مع الله؛ والإنسان قد خُلق ككائن علائقي يجد كماله فقط في اللقاء مع خالقه. الصلاة وكأي حوار حقيقي هي أن نعرف كيف نبقى في صمت، في صمت مع يسوع. لأنّ من صمت الله السريّ تنبعث كلمته التي يتردّد صداها في قلبنا. إنَّ يسوع نفسه يعلّمنا كيف هي ممكنة فعلاً “الإقامة” مع الآب ويُظهر لنا هذا الأمر من خلال صلاته. لكن لكي نتعلّم الصلاة علينا أن نعترف بتواضع أننا بحاجة لمن يُعلِّمُنا وأن نسأل ببساطة، على مثال التلاميذ: يا رب علّمني أن أصلّي. هذه هي النقطة الأولى: أن نكون متواضعين ونعترف بأننا أبناء ونرتاح في الآب ونثق به.على مثال الأطفال الذين يعرفون كيف يثقون ويعرفون أن هناك من سيهتمُّ لأمرهم ولما سيأكلونه وما سيلبسونه وإلى ما هنالك. هذا هو الموقف الأول: الإتِّكال والثقة، أما الموقف الثاني، والخاص أيضًا بالأطفال، فهو أن نسمح للأمور أن تفاجئنا لأنَّ اللقاء مع الرب هو لقاء حيٌّ على الدوام. أيُّها الإخوةُ والأخواتُ الأعزاء، إن الرب يفاجئنا إذ يظهر لنا أنّه يحبّنا حتى في ضعفنا. هذه العطية، مصدر التعزية الحقيقيّة قد أُعطيت لنا من خلال الإفخارستيا، وليمة العرس حيث يلتقي العريس بهشاشتنا ليعيدنا إلى دعوتنا الأولى: بأن نكون على صورة ومثال الله. هذه هي الإفخارستيا وهذه هي الصلاة.
Speaker:
أُرحّبُ بالحجّاجِ الناطقينَ باللغةِ العربية، وخاصةً بالقادمينَ من الشرق الأوسط. أيها الإخوةُ والأخواتُ الأعزاء، القداس هو وليمة العرس حيث يلتقي العريس بهشاشتنا ليعيدنا إلى دعوتنا الأولى، لنسمح للرب بأن يفاجئنا ويُظهر لنا أنّه يحبّنا حتى في ضعفنا. ليُبارككُم الرب!
© Copyright – Libreria Editrice Vaticana