Chapel - jplenio - Pixabay - CC0

هَبني الحكمة الجالسة إلى عرشك

صلاة سليمان من كتاب الحكمة

Share this Entry

في الفصل التاسع من كتاب الحكمة، يمكننا أن نقرأ “صلاة سليمان” ضمن ما عنونه الكاتب “الحكمة في التاريخ المقدس”، حيث يمتدح الحكمة التي لا غنى عنها لجميع الناس.

“يا إله آبائي وربّ الرحمة وخالق كلّ شيء بكلمة منك، يا مَن أوجَدَ الإنسان بحكمته وجعله يسود على الخلائق التي صنعها، ويحكم العالم بالعدالة والحقّ، ويقضي بين الناس باستقامة القلب، هَبني الحكمة الجالسة إلى عرشك ولا تحرمني أن أكون من أبنائك. فأنا عبدك وابن أمتك إنسانٌ ضعيف قصير العمر في هذه الدنيا، وقاصرٌ عن فهمِ أحكامك وشرائعك.

وكيف لا يكون الأمر كذلك، والإنسان لو بلغ حدّ الكمال لا يُحسَب شيئاً ما لم تكن معه الحكمة التي منك…

فالحِكمة معك، كانت حاضرة حين صنعتَ العالم. فهي تعلم بأعمالك وتعرف ما يُرضيك وما يتّفق مع وصاياك.

فيا لَيتك تُرسلها من السموات المقدّسة، مِن عرشك المجيد، حتّى إذا حضَرَت تُعينُني على تحقيق ما يُرضيك. فهي تَعلَم وتفهم كلّ شيء، فتُرشدني بصبر في ما أعمل، وبِمجدها تحميني. فتكون أعمالي مقبولة لديك، وأقضي لشعبك بالعدل، وأصبح أهلاً لعرش أبي.

ولكن مَن يعلم أفكارك أيها الرب الإله أو يُدرك مشيئتك؟ فالعقل البشريّ قاصرٌ، ووسائله عاجزة كلّ العجز. لأنّ الجسد الفاني الذي هو المسكن الأرضيّ يُرهق النَّفس ويُعيق الفكر. وإذا كنّا نحن البشر غير قادرين أن نعرف ما على الأرض، بل حتّى ما هو أمام عيوننا، فكيف نقدر أن نعرف ما في السموات؟ مَن يعرف أفكارك إذا أنت لم تمنحه الحكمة ومن أعاليك إليه ترسل روحك المقدّس؟ ففي الحكمة وحدها يستقيم مَسلك البشر على الأرض، ويتعلّمون ما يُرضيك، وينالون الخلاص”.

Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير