Robert Cheaib - theologhia.com

من يلجأ الى قلب الرحيم يضحي القبر رحماً و الموت ولادة

“تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم”

Share this Entry

حبهم و لكن يمضون…
نعم، نعلم أننا على هذه الأرض حجاج و نثق في رحمة ومحبة الرب ونرى في السماء فرحهم يقاس بما لم تره عين و لم تسمع به أذن و لم يخطر ببال بشر:
أفليس هذا هو الذي أعده الله لمن يحبون؟!
لكن…
بعد غفلة رحيلهم، الأسى يتركون!!
وفي شدة حزننا على فراقهم يأتي من يلوم…
نحن من الراجين … فلما كل هذا الوجوم؟
قد يعتقد البعض أنّ الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تعبّر عن إيماننا وسط حزننا في فقد أحبائنا هي أن نبكي أقل أو نتغلب على الألم بسرعة أكبر…. قد يُظهر ذلك أن ثقتنا في الرب أكبر: صحيح… لبعضٍ منا فقط!!

ولكن هناك تعبير آخر … فيه نشعر بالخسارة بعمق لأننا أحببنا عميقاً !
فيها نحزن على رحيل عزيز نراه عطية الله … وفي عمقنا يبقى الله – الله ولا نفضل العطية على مُعطي ….
في عمق حزننا مفارقة … إيماننا الكبير عامودياً لا يتناقض مع حزننا على فراق كبير أفقياً.
و الرب حاضر، يمسح دمعنا و يكنزه: لا يلومه!! فهو الداعي أن نبكي مع الباكين، ولكن … نبكي ليس كمن لا رجاء لهم!! فلنسمعه يدعونا :
“تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم”
لا راحة الأدوية المخدرة ولا راحة إنكار الواقع بل راحة من يعلم أن نوره في الليل الصليب و فجر القيامة لا بد آتي…
راحة من يعرف “الطريق”، و يعلم أن من يلجأ الى قلب الرحيم يضحي القبر رحماً و الموت ولادة وسيكون لقاء وسيكون عناق …
في قلب الرب اليوم، و في صلاتنا كل الحزانى الأعزاء.

Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير