“أن نكون الملح والنور للآخرين، من دون استحقاق” هذه هي الشهادة الاعتيادية البسيطة، القداسة في كل يوم المدعو إليها المسيحي. هذا ما ركّز حوله البابا فرنسيس اليوم أثناء عظته الصباحية من دار القديسة مارتا انطلاقًا من إنجيل اليوم بحسب الطقس اللاتيني. إنّ الشهادة الأكبر التي يمكن أن يقدّمها المسيحي اليوم هي أن يبذل حياته تمامًا مثلما فعل يسوع وهذه هي الشهادة. إنما توجد واحدة أخرى وهي التي تتجلّى كل يوم، تبدأ عند الصباح عندما نستيقظ وتنتهي عند المساء عندما نخلد إلى النوم.
الملح والنور يخدمان الآخرين
يبدو هذا الأمر بسيطًا إنما مع الرب يمكننا أن نصنع المعجزات من خلال الأمور الصغيرة لذا نحن نحتاج إلى التواضع الذي يبحث دائمًا عن كوننا الملح والنور:
الملح والنور من أجل الآخرين، لأنّ الملح لا ينكّه نفسه بل هو جاهز للخدمة. والنور لا يضيء لنفسه بل هو أيضًا للخدمة. الملح من أجل الآخرين. القليل من الملح يوضع في الأطباق، القليل منه. لا يُباع الملح في المتجر بالأطنان، كلا! بل بأكياس صغيرة وهذا كافٍ. ثم إنّ الملح لا يفتخر بنفسه لأنه لا يخدم نفسه بل هو دائمًا جاهز للمساعدة: يساعد على الاحتفاظ بالأشياء وبإضفاء النكهة عليها. الشهادة البسيطة.
لا أحد يستحقّ
“أن تكون مسيحيًا في حياتك اليومية يعني أن تكون مثل النور الذي هو من أجل العالم ومن أجل الإنارة في وقت الظلام. يقول الرب: “أنت ملح، أنت نور” ستقولون لي: “آه صحيح! الرب هو هكذا. سأجذب العديد من الناس في الكنيسة وسأقوم…” – “لا، عليك أن تدع الناس يرون الآب ويمجّدونه. ولن يكون لك أي استحقاق في ذلك. عندما نأكل لا نقول: “آه كم هو لذيذ هذا الملح! كلاّ! بل نقول: كم هو لذيذ هذا الطبق، كم هو شهي هذا اللحم…” وعند المساء، عند نعود إلى منازلنا، لا نقول: آه كم هو جميل هذا النور! لا! نحن ننسى النور إنما نعيش مع النور الذي يضيء دربنا. هذا البعد يدفعنا لكي نكون مسيحيين مجهولين في الحياة”.
القداسة في حياتنا اليومية
وركّز البابا في الختام: “نحن أبطال استحقاقاتنا الخاصة ونحن لسنا بحاجة إلى أن نتشبّه بالفريسي الذي شكر الرب لأنه كان يظنّ نفسه قديسًا: توجد صلاة جميلة يمكن أن نتلوها في ختام النهار سائلين أنفسنا: “هل كنت ملحًا اليوم؟ هل كنت نورًا اليوم؟ هذه هي قداسة الحياة اليومية. لنسأل الرب أن يساعدنا على فهم ذلك.