“إنّ الوصايا العشر هي في الواقع كلمات عشر، وهنا يكمن الفرق. ففيما الوصيّة لا تستدعي حواراً، الكلمة هي الوسيلة الأساسية للتواصل”: هذا ما شرحه البابا فرنسيس صباح اليوم خلال المقابلة العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس، بحسب ما نقلته لنا أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت.
في الواقع، تابع الأب الأقدس تعليمه حول “الوصايا العشر” شارحاً معنى الوصايا وقائلاً: “أيها الإخوة والأخوات، أتى يسوع ليطبّق الشريعة وليس ليمحوها. فبأيّ معنى يمكن أن نفهم هذا؟ إنّ الوصايا العشر ترتدي الشكل الخارجيّ للشريعة. إلّا أنّ الكتاب المقدّس لا يشير إليها على أنها “وصايا” بل “كلمات”. وفيما الوصيّة لا تستدعي حواراً، إنّ الكلمة على العكس هي الوسيلة الأساسية للتواصل”.
كما وحدّد الحبر الأعظم أنّ “تلقّي الأوامر يختلف عن فهم أنّ أحدهم يبحث عن مخاطبتنا”، مشيراً إلى أنّ التجربة الأولى لطالما كانت أنّ “المُجرِّب يشير دائماً إلى صورة إله غيور ومتملّك. لكنّ الله في طيبته أراد حماية الرجل والمرأة، خاصّة وأنّ الوصيّة الأولى التي أُعطيت هي أكثر من حظر أو منع، بل هي وسيلة أعطاها أب لأولاده لحمايتهم من تدمير الذات”.
في السياق عينه، اقترح البابا على المؤمنين فحص ضمير قائلاً: “نجد أنفسنا أمام هذا الخيار: هل نحن عبيد أو أبناء؟ هل وصاياه قانون فحسب أو أنّها تتضمّن كلمة؟”
وختم الأب القدس تعليمه مشيراً إلى أهمية هبة الروح القدس في العماد والتثبيت لفهم الوصيّة: “إنّ روح يسوع الذي تلقّيناه يمنعنا من فهم الشريعة بطريقة جائرة. إنّ المسيحية تحوّل الشريعة إلى الروح الذي يُعطي الحياة”.