أثبت العلم أنّ دماغنا البشري يتعامل (كيميائياً) مع واقع تجاهل الآخرين لنا، بنفس الطريقة التي يتفاعل بها تجاه الجروح الجسدية.
طبعاً معلومة يجب أن تحفزّنا على الإنتباه في ما يتعلق بعلاقتنا مع من هم حولنا…. غير أنه – وإن شئنا أم أبينا – في مقلب الواقع : كلٌّ منا سوف يتعرض لإستبعاد أو تجاهل من قبل آخرين. وسنحزن …
و لكن إيّانا أن نربط قيمتنا بهذا الواقع!!!
فإن كانت قيمتنا مرتبطة بآخرين يضمّوننا الى حلقتهم أو يحجبون عنا الإهتمام سوف ننتهي بتكوين صورة مشوهة عن ذواتنا.
الأمر يشبه الدخول الى أحد المنتزهات الترفيهية، والوقوف أمام المرايا المشوهة هناك : تلك التي تارةً تجعلك تبدو طويلاً ونحيلا وتارةً أخرى تقزمك وتبدو أقصر قامةً و سمينا.
و لكن هذه الإنعكاسات رغم أننا نراها تبقى مغايرة للحقيقة تماماً.
إن الله يدعونا إلى صورة أخرى … صورة تمر بالإيمان. ويضع أمام نظرنا حقيقة صليب يسوع المسيح . هناك، كلٌّ منا، محبوب ومرغوب و يخلص الى نتيجة واحدة :
“هذا هو مقدار ما يحبني الله، وهذه صورتي أمامه، هذه هي قيمتي، هذا أنا.”
في الحياة، يجب أن تستوقفنا حقيقة أن : “الحب فعل”، و الرب أتمه بكمال.
“ليس لأحد حب أعظم من هذا: أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه.” و هذا ما أتمّه الرب الذي “بجرحه شفينا”.
نعم، في هذه الحياة سيتم تجاهلنا… و فيما الحب مصلوب فلنجعل من وحدتنا مساحة عند أقدام صليب يسوع، فيها نجيب على سؤال مصيري: من أنا؟
و هناك مع أنطونيوس البادوفي القديس قد ندرك أن :
“المسيح … معلق أمامنا، لكي ننظر إلى الصليب كمرآة… هناك يمكن لكل منا أن يعرف كم كانت جراحه مميتة حتى أن ما من دواء يستطيع شفاءها، إلا دم ابن الله. إذا نظرنا جيدًا، يمكننا أن نلمس ما أعظم قيمة كل منا وما أسمى كرامتنا البشرية… ليس هناك مكان آخر يستطيع الإنسان أن يجد فيه قدر قيمته، أكثر من النظر في مرآة الصليب”.