“يضمّ الكتاب المقدّس إرثاً غنيّاً من الكتابات التي تساعد على تنمية روحانيّة ثمرة يمكنها أن تدعم وتعزّي الشعب الذي ابتعد عن دياره، واختبر العيش في المنفى والسجن والاضطهاد، ومن ثمّ عاد إلى مكان حياته الاعتياديّة. إنّها روحانيّة يجب أن تتعزّز ضمن المجتمعات المسيحية في الشرق الأوسط، والتي أُجبِر أبناؤها في السنوات الأخيرة على تركها بسبب الحروب والعنف”.
هذا هو اقتراح التأمّل حول “لاهوت الرحيل والعودة” الذي اقترحه بطريرك الكلدان لويس رافائيل ساكو، ونشرته قنوات بطريركية الكلدان في 14 تشرين الثاني الحالي، بناء على ما أورده القسم الإنكليزي من موقع زينيت.
وأضاف البطريرك في تأمّله أنّ العديد من الأنبياء مثل ميخا وإشعيا وإرميا ولاسيّما حزقيال “عبّروا عن لاهوت التنقّل والسجن”، فيما قدّم حزقيال تأمّلات عميقة حول اختبار العودة وإعادة بناء المرء منزله، كما نسيج التعايش الذي قضى عليه التاريخ.
“اليوم، نحن مدعوّون لاكتشاف غنى تلك الاختبارات عبر القراءة بإيمان عميق، على ضوء اختبارنا خلال اجتياح الدولة الإسلامية لسهل نينوى في آب 2014، عندما اضطرّ العديد من المسيحيين إلى ترك منازلهم والعيش في مخيّمات لأكثر من 3 سنوات، بالإضافة إلى مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والسياسية والدينية”.
وعن عودة المهجّرين وإعادة الإعمار مع كلّ ما يرافقها من تعقيدات، قال البطريرك إنّ “لاهوت” الهجرة والعودة قد يكون نافعاً للحياة اليومية، ولمقارنة حياتنا هذه بما ورد في الكتابات المقدّسة، بهدف مساعدة الجميع على قراءة علامات الأزمنة وعيش الأمل بعيداً عن اليأس.
وشبّه البطريرك كلّ مَن يعاني من الظلم والاضطهاد والضغط الاجتماعي والاقتصادي، وكلّ مَن يسأل “لماذا؟” بيسوع المُضطَهَد عندما كان على الصليب وسأل “إلهي، لماذا تركتني؟”
وأضاف: “إنّ مَن يطرحون أسئلة كهذه لا ينكرون وجود الله، بل يخاطبونه وهذه هي صلاتهم”.
ثمّ ختم ساكو تأمّله قائلاً: “اليوم، إنّ العناية الرعوية التي تساعد الروحانية النامية هي من مسؤوليّة كنائسنا ومن مسؤوليّة البطاركة الكاثوليك والأرثوذكس والمؤمنين”.