CC0, creative commons, Pixabay

الكتاب المقدس والشباب

ندوة ثالثة بمناسبة إطلاق أسبوع الكتاب المقدّس السادس

Share this Entry

المركز الكاثوليكي للإعلام – عقدت قبل ظهر اليوم  ندوة صحفية في المركز الكاثوليكي للإعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، بمناسبة إطلاق أسبوع الكتاب المقدّس السادس 2018بعنوان “الكتاب المقدّس والشباب”، وهي الثالثة من ضمن الثلاث ندوات التي أقيمت في المركز. يفتتح الأسبوع بقداس الهي مزدوج، في كنيسة الصعود ضبيه، يوم الأحد 18 تشرين الثاني، السادسة مساءً، بمشاركة سيادة المطران أدوار ضاهر، راعي أبرشية طرابلس للروم الملكيين الكاثوليك، وآخر الأثنين 19 تشرين الثاني في كنيسة القديسة تريزيا الطفل يسوع، سهيلة، السابعة مساءً، بالتنسيق مع شبيبة الرعية، ويختتم  الاسبوع يوم السبت في 24 تشرين الثاني في المجمع البطريركي الماروني في زوق مصبح.

شارك فيها مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، أمين عام المدارس الكاثوليكية في لبنان الأب بطرس عازار، مدير مكتب رسالة الجامعة في جامعة سيدة اللويزة د. زياد فهدومنسقة لجنة الشبيبة في المجلس الرسولي العلماني للكنيسة الكاثوليكية د. جوانا شوفاني وحضرها أمين عام جمعيّة الكتاب المقدّس د. مايك باسوس، وعدد من أعضاء الجمعية والإعلاميين والمهتمين.

أبو كسم

بداية رحب الخوري عبده أبو كسم بالحضور باسم رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر وقال:

“نلتقي اليوم في الندوة الثالثة المخصصة لإحياء اسبوع الكتاب المقدّس السادس في لبنان،  وهو الأسبوع الذي تقيمه جمعية الكتاب المقدّس ككل سنة. وندوة اليوم “الكتاب المقدّس والشباب” هذا الإهتمام الذي توليه الكنيسة لشبيبة لبنان هو اهتمام بمحله بحيث أن هناك حركات وبدع، نستورد ما نستورد من حركات غريبة عن مجتمعنا اللبناني وعن عائلاتنا.”

تابع “نحن نعيش مع الأسف الشديد في بداية عصر إنحطاط فكري تندس خلسه في عقول شبيبتنا من خلال حركات تسعى إلى تدمير المجتمع  والشباب، يريدون اقناعنا بأن إنحلال الأخلاق حرية،التفلّت حرية،  وبعده تشريع الحشيشة لتكون ايضا حرية، وهذا ما يضرب  قلب المجتمع اللبناني، يتكلمون أيضاً عن تشريع المثلية الجنسية، عن حفلات صاخبة تحت عناوين أعياد تنسب إلى الكنيسة فيها أمور سكر ومجون وعربدة، هذا كله ضرب للمجتمع، مسؤوليتنا نحن تندرج اليوم كعائلة كأهل، كمدارس، كجامعات، كحركات رسولية، لنشكل جبهة واحدة لتوعية الشباب، عملنا ليس مكافحة ولا محاربة وملاحقة هذه الحركات، لدينا دولة ولديها أجهزة متخصصة عليها الملاحقة والمكافحة وعلينا معرفة تريبة أولادنا وتحصينهم لكي لا يقعوا في هذه الأفخاخ.”

 أضاف أبو كسم “من هذا المنطلق نحن نجتمع اليوم لنطلق الصرخة للأهل ونحمل المدارس والجامعات مسؤولية توعية الشباب، فكل جامعة كاثوليكية في لبنان لديها مكتب للعمل الراعوي الجامعي والحركات الرسولية، وكل تعليمنا الإجتماعي مرتكر على كلمة الله ألا وهي الكتاب المقدّس، نحن لا ننص دساتير أجتماعية في الكنيسة ،نستلهم قوانينا وعملنا الراعوي وشرعتنا الراعوية من الكتاب المقدّس.”

وختم بالقول “لهذا نحي كل العاملين على توزيع الكتب المقدّسة على الناس، وأن يكون الكتاب المقدس المرجع الأول لتربية أولادكم وتننشئتهم تنشئة مسيحية.”

عازار

ثم كانت مداخلة الأب بطرس عازار حول التربية والشباب في المدارس فقال: “في شرعة التربية والتعليم للمدارس والمعاهد الكاثوليكية في لبنان ورد الآتي “ان الكنيسة في لبنان تستند في مهامها التربويّة، فيما تستند، إلى تعليم الكتاب المقدّس…”  ولذلك فان همّنا الأول هو ان نعمل على تنشئة شباب وشابات يكونون اغنياء بحكمة الله لا بحكمة العالم ويعترفون دوماً بأن مرجعيتهم الأساسية في الإيمان وفي الحياة هي كلام الله وتوجيهات الكنيسة النابعة من هذا الكتاب.”

تابع “في ايلول الماضي توقفت المدارس الكاثوليكية في مؤتمرها السنوي، استمرارية المدرسة الكاثوليكية، عند الوثيقة الصادرة في نيسان الماضي عن مجمع التربية الكاثوليكية في الفاتيكان، بمناسبة مرور 50 سنة على الرسالة العامّة “ترقّي الشعوب” التي أصدرها البابا القديس بولس السادس. وعندما نطالع هذه الوثيقة نجدها تعكس ما يقدّمه الكتاب المقدّس لنا من مبادرات أرادها الله تعبيراً عن تضامنه مع الإنسان، وعن نيته بأن يعيش جميع البشر إخوة وأخوات في مجتمع يستطيع بتضامنه أن يكون مساهماً في النمو الروحي والإنساني والأخلاقي والاقتصادي، لإننا، كما يقول الرسول بولس: “نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح، وكل واحد منا عضو للآخرين.،

وقال “ان التربية على الأنسنة المتضامنة تضع حداً للحروب والمنازعات ولجميع أشكال الفقر والقهر ولكل ما حذّرت منه الأسفار الكتابية. ومن هذا المنطلق تسعى المدرسة، وبالرغم من كلّ التحديات، إلى تقديم تربية تساعد الشباب ليكونوا “ضمير خلاص للبشرية” وصوت الرجاء حيث لا رجاء. ولذلك أوصى مؤتمرنا السنوي الخامس والعشرون بوجوب “تأهيل ذهنية التضامن والتكافل والتقشف” للسير في بناء “حضارة المحبة والسلام”.

تابع “وفي نشاطات أسبوع الكتاب المقدّس نسعى لنعزّز عند تلامذتنا وشبيبتنا هذا التطلّع إلى المراقي، ليستعيد عالمنا الحسن الذي خلقه الله عليه من خلال التأمّل بكلمة الله التي هي نور وحياة. والنشاطات التي تعمل المدرسة على تنظيمها لتكون انطلاقةً لتجديد روحي عند الشبيبة والتلامذة، تتمحور حول التأمل بكلمة الله يومياً والتشجيع على مطالعة الكتاب المقدّس وتخصيص ساعة التعليم المسيحي للتعريف بالأسفار المقدّسة، وتأمين محاضرات وندوات وسهرات انجيلية مع الأسرة التربوية، أهلاً وهيئة تعليمية وموظفين وتلامذة.”

أضاف “ولعل أبهى هذه النشاطات هي الدعوة إلى المشاركة في مسابقة Online حول الكتاب المقدّس نعمل على الاعداد لها، بالتعاون مع جمعية الكتاب المقدّس مشكورة، وتستمر فترة المسابقة حتى نيسان القادم. وأذكر بأن الذين شاركوا من المدارس الكاثوليكية بهذه المسابقة في السنة الماضية بلغ عددهم أكثر من 3.500 شاب وشابة. ويوم الأحد الماضي كرّم صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الكلّي الطوبى، الفائزين من بينهم.”

وختم “املنا أن تسعف هذه النشاطات الكتابية والروحية والفكرية والإنسانية والتربوية، شبيبتنا لكي يجدّدوا وجه وطننا بتنشئتهم العلمية والإنسانية والإيمانية ولكي يساهموا مع الكنيسة “بتوجيه الثقافة الإنسانية لنشر الخلاص بنوع أن الإيمان ينوّر المعرفة التدريجية التي يتلقونها عن العالم والحياة والإنسان”، (بيان في التربية المسيحية، 8.)”

فهد

ثم كانت مداخلة الدكتور زياد فهد  حول الكتاب المقدس يخاطب عالم الشباب رغم التحديات  فقال:

 “تطرح العلاقة ما بين الكتاب المقدس وعالم الشباب أسئلة عديدة على الصعيد الإجتماعي والثقافي والروحي. فقد أدت التغيّرات العاصفة في ميادين الحياة الثقافية والتكنولوجية والعلمية الى تبديل عميق في ذهنية الإنسان، وفي نظرته الى الوجود، وفي عمق علاقته بكل ما يدور حوله. وأول من غاص في هذه المغامرة هم الشباب، بحيث أنهم واكبوا التطورات والإكتشافات، وكانوا أول من قبل بها ضمن نسيج حياتهم الإجتماعية.”

 تابع “إنهم أبناء عصرٍ تُحسبُ فيه الثورات والاكتشافات العلمية بالدقائق والثوانٍ. إنهم أجيال التكنولوجيا في كل المجالات، أجيال الثورات البيولوجية، وأجيال شبكات التواصل الاجتماعية التي لا تنفك عن جعل العالم قريةً كونية، فالكُل يعرف ما يدور في عالمِ الآخر ثانية بثانية. “

“إاشكاليتنا الاكبر اليوم كمسيحيين فعليين وكأبناء للايمان تدور حول نقاط عدة ابرزها : مدى استناد الشباب على الكتاب المقدس كمرجع روحي وحياتي لهم وبالتالي كيفية مخاطبة الكتاب المقدس للشباب باطار هذه التحولات، وعما اذا كنا نستجيب بفاعلية لمتطلبات الثَورات الإجتماعية التكنولوجية المتدافعة التي كان عالم الشباب له الحصة الأكبر بها وحْسِن إستعمال هذه الإمكانيات لتقريب الكتاب المقدس من عالم الشباب؟

وعن الإشكاليات التي تواكب الشباب قال د. فهد:

 “الشباب إذاً هو نتاج لكل التفاعلات الإجتماعية الحاضرة في المجتمع، وهم في الوقت نفسه طاقة حقيقية تمتلك القوة والرغبة في التغييرالإجتماعي والتأقلم. لذا فان الشباب هو “توقٌ لا يُحد” ل”سعادةٍ لا تُحد”. ومثال على ذلك انه على الرغم من كل الاحداث المأساوية التي نشهدها في شرقنا المتخبط وما يحيط بها من هواجس وخوف من المستقبل المجهول وما يرافقهما من إحباط يطال إدراكهم للحركة السياسية، يتميز الشباب بقدرته على مواجهة هذه العوامل، وعلى النهوض باستمرار، من أجل بِناء مستقبلٍ أفضل.”

تابع”إن الشباب يعيش اليوم في سباق مع زمنٍ تتصارعُ فيه القيَم تحت شعار الحرية وحقوق الانسان وينتشر فيه الإضطراب بشتّى اشكاله. فما من مسلمات ثابتة عندهم او مقدسة لا يُجاز المساس او التدقيق بها، للتأكد من حقيقتها. والثقافة تلعب هنا الدور الأساس لتقديم مجموعة متماسكة من الإجابات عن كل ما يعترض مسيرة الإنسان نحو حياةٍ أفضل. واحدى ميزات هذا العصر هو التنوع  الثقافي في إطار البيئة الواحدة. ولا شك ان هذا الخليط يشكل عامل غنىً اجتماعي ثقافي، وعلامة انفتاح وترابط. ولا بد من الإشارة هنا الى أن شبكات التواصل الإجتماعي والعولمة، لعبت دوراً أساسياً وايجابيا بشكل عام في هذا المضمار. “

ورأى “ان المشكلة قد تكمن في بعض المجتمعات ذات الطابع التقليدي حيث تكثر الظروف السيئة، وابرزها الحروب، اذ لم تتح للشباب فيها ان يبادروا بايجابية نحو الثقافات الأخرى، مستعيضين عن ذلك بالأحكامٍ المسبقة التي كبلتهم فكرياً، ولم تعد بدورها قادرة على تلبية حاجاتهم وطموحاتهم، والإجابة على أسئلتهم. الأمر الذي دفعهم لبناء منظومتِهم الثقافية الخاصة والمركبة في مواجهة معطيات الثقافة التقليدية السائدة في المجتمع.”

وقال “إن الكتاب المقدس، وروحانية الكنيسة يعلمانّنا دوماً بأن الله لا ينفك ُ يؤدِب الشعوب لتنقيَتها من زؤان الخطيئة لترتقي وتصقل “على صوة الله ومثاله”. وعلى الشباب أنفسهم القيام بدور أساسي في السعي لإكتساب الثقافة، وتحديد إحتاياجاتهم.”

تابع “وبناء على ما سبق لا بد لنا من الإشارة الى أن التحدي الأول، بنظرنا، يكمن في مساعدة الشبيبة وتحفيزها على طرح الأسئلة اللازمة، وإعتماد الفكر النقدي تجاه كل ما يَعترِضَهُم في حياتِهم. فعوضَ أن نُهيئ الشبيبة لإيجاد الأجوبة اللازمة، علينا أن نُساعدهم لكي يَطرحوا الأسئلة اللازمة، وهم بدورهم يُكملوا عملية البحث، ويطبقوا هذا المبدأ على كل ما يعترضهم من هواجس يقدمها هذا العصر.”

وقال “وبدل الخوف من تقَنيات عالم اليوم فلنُسخِرها لإيصال الكلمة، بلغة عصرية محبة بعيداً عن توجيه أصابع الإتهام والتعيير اذ ان من واجبات الكنيسة إدانة الخطيئة وليس الخاطىء لتتمكن من تقويم مساره ولإيصال فرح الإنجيل بعيدا عن الوعظ الجاف التقليدي والمعقد الذي لا يضفي  على الشباب الا الملل ويدفعهم للهروب، ومخاطبة شباب اليوم بثقة وبإيمان بقدراتهم مبعدين اياهم عن الأفكار المُعلبة المُعبئة حيث تكثر التفاصيل وحيث الحَرفِية تقتُل الروح. “

أردف “لا بد من التنويه في هذا المضمار بكل المبادرات والجمعيات التي تسعى جاهدةً لتعزيز فرص الحوار ولقاء الحضارات وإكتشاف كرامة التنوع الثقافي الحاضر في مجمعاتنا. أشير على سبيل المثال لا الحصر بمؤسسة أديان وجمعية حوار للحياة وللمصالحة. “

وقال “إن روح الاكتشاف والعطش للمعرفة تَجعلان الشباب على أتم استعداد لتحمل مسؤوليات كبيرة في المجتمع تقابلها رغبة في التغيير، رافضين القمع، وقبول كل ما يأتي من العالم المحيط بهم دون التدقيق والتمحيص به. فها هم يصرخون بوجه الظالم والمحتل. وها هم يُضمّدون جِراح البشرية أينما أُتيحت الفرصة أمامهم.  والجدير ذكره على هذا الأساس هو أن هذه الرغبة في تحمل المسؤولية لا تقتصر على الحياة الإجتماعية فقط، بل على تَحمل المسؤولية في قلب الكنيسة. فبقدر ما نتشارك وإياهُم في المسؤولية بقدر ما نُساعدَهُم على أن يُدركوا أهمية دورهم في المجتمع وفي الكنيسة. معاً نستطيع أن نفتح نوافذ الكنيسة لنُدخل هواءً نقياً يجدد الكنيسة بحسب ما قال البابا يوحنا الثالث والعشرون قبيل المجمع الفاتيكاني الثاني. “

وختم بالقول “ضمن ذهنية هذا العصر، إن الشباب يحتاج لكل الطاقات والأولويات لكي يَفهموا، ويدركوا، ويُحَبوا ويكتشفوا بأن الكتاب المقدس يخاطبهم حيث هم. إن الكتاب المقدس يتفّاعل معهم، يُشارك همومهم وصعوباتهم وتحدياتهم. لذا، وبعد مراقبة دقيقة لعالمهم من خلال مسؤولياتي في جامعة سيدة اللويزة – NDU، أسمح لنفسي بالتأكيد على ضرورة السعي الدائم لكي نتواصل معهم، ونكتشفهم، وندركهم. ومن الوسائل التي تسمح لنا أن نكتشف عالمهم هو إنشاء مرصد لعالم الشباب. يكون هذا المرصد بمثابة خلية بحثٍ مستمر، تتيح لنا الدخول الى عقولهم وثقافتهم، لكي ندرك، ونكتَشِف، ونتواصل معهم حيث هم. ساعيّنَ كل السعي لكي “تكون لهم الحياة بالملأ”، هم من قال عنهم أباء المجمع الفاتيكاني الثاني “أمل الكنيسة.”

 شويفاتي

واختتمت الندوة بمداخلة د. جوانا شوفاني شاهين حول التربية والشباب في الفرق الرسوليّة فقالت:

“يحتضن مجتمعُنا باقةً غنيّة ومتنوّعة من الحركات الشبابيّة المسيحيّة، الرعويّة منها والكشفيّة، الإرساليّة والاجتماعيّة. نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، أخويّات الطلائع والشبيبة، الحركات الرسوليّة المتنوّعة والفرق الرسوليّة التابعة للأبرشيّات والرهبانيّات، الفرَق الكشفيّة بمختلف جمعيّاتها، وجماعات العمل التطوّعي مثل كاريتاس والصليب الأحمر…”

تابعت “نرى هذه الحركات في صلب الحياة الإجتماعيّة للشبيبة فهي محور اهتمام شبابنا ومركز لقائهم وواحة تعاونِهم وتعارفِهِم. وهي بالتالي جزءٌ لا يتجزّأ من تنشئتِهم ولها الأثر الكبير في تكوين شخصيّتهم وصقل طاقاتهم ومواهبهم. من هنا فالحركات والمنظّمات الشبابيّة فسحةٌ خصبة للتربية والتعليم والتنشئة المسيحيّة والإنسانيّة. وقد نجحت هذه الجماعات في استقطاب أعداد كبيرة من شبيبتنا وإطلاقها في المجتمع علاماتٍ مميّزة وشاهدة في كلّ مجال.”

أضافت د. شوفاني “واذا كانت روح الانجيل هي المحرّك والمرجع للنشاطات المتنوّعة في جماعاتنا، فإنّ الحضور المباشر والعملي للكتاب المقدّس يتجلّى بشكل صريح في حلقات التعميق والمشاركة حول الكلمة، وفي المواضيع والمحاضرات في كلّ برنامج تنشئة أو مخيّم. فيتلقّى شبابُنا كلمة الانجيل ويعملون على استخلاص العبر والمقاصد منها لبناء حياة روحية ثابتة.  وتبرع الحركات الشبابية في حقل الرسالة فتجعل من كلمة الإنجيل قضيّة تنطلق بها الى ابناء جيلها بلغة عصرية وتقنيات تفاعلية ومبدِعة.”

وقالت “لكنّ التحدّي يكمن دائمًا في عيش المقاصد والمكتسبات النابعة من الانجيل في حياة الشبيبة اليوميّة في إطار مجتمعٍ استهلاكيّ وثنُهُ اللذة والسلطة. والتحدّي الآخر، ونقوله بجرأة أبناءِ الله، يتمثّل بالتعدّديّة المتفلّتة في تفسير وتأويل وتأوين كلمة الله، بغياب معيارٍ واضح ورقابة فعّالة على عمل المنشّطين الرّوحيين. من هنا الحاجة الى سهرٍ أكثر على تنظيم وتنسيق واختيار المواضيع الروحيّة واللاهوتيّة من قبل السلطة أو الوصاية الكنسيّة المسؤولة عن كل منظّمة او حركة او جماعة.”

أردفت “مع هذا، ومن أجل إغناء العمل التربوي والرسولي في منظّماتنا، نتطلّع الى المزيد من التعاون مع المسؤولين الكنسيين في سبيل الإغناء المتبادَل ولدعم الرسالة والتربية التي هي عمود حياة الكنيسة ورسالتها كأمّ ومعلّمة وهي الشاهدة للمعلّم الأوّل والأوحد يسوع. كما نتطلّع أيضًا الى التركيز بشكل أكبر على التنشئة الكتابيّة واللاهوتيّة في حياتنا الرعويّة وعملنا الرسوليّ الى جانب النشاطات الترفيهية والمناسبات الروحية الشعبية.”

وختمت بالقول “التربية على المواطنيّة كما التنشئة المسيحيّة لا تكون بدون تنشئة انسانيّة أساسيّة وعميقة. هدفنا الانسان ورسالتنا تنشئة شبيبتنا لكي ينموا بالحكمة والنعمة فيبلغوا قامة ملء المسيح.”

Share this Entry

فيوليت حنين مستريح

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير