المسيح الألف والياء
سواء ساعدت الكنيسة العالم أو قبلت منه مساعدةً، فإنّها تنشد غايةً وحيدة وهي أن يأتي ملكوت الله ويتوطّد خلاص الجنس البشري. ومع ذلك، إنّ كلَّ الخير الذي يستطيع أن يوفّرَه شعب الله، أثناء حجّه على هذه الأرض، للعائلة البشرية، ناتجٌ عن هذه الحقيقة وهي أنّ الكنيسة هي “سرّ الخلاص الشامل”، يبيّن ويحقّق في آنٍ واحدٍ سرَّ محبّة الله للإنسان.
فكلمةُ الله، الإنسان الكامل، الذي به كلّ شيءٍ كُوِّن، صار جسدًا لكي يخلّص كلّ الناس ويجمع كل شيء. والسيّد المسيح هو نهاية التاريخ الإنسانيّ، هو النقطة التي تلتقي فيها رغبات التاريخ والحضارة، هو نقطة ارتكاز الجنس البشريّ، هو فرحُ جميع القلوب، لأنّه يقود تَوَقانِها إلى الكمال. هو الذي أقامه الآب من بين الأموات، وجعله ديّان الأحياء والأموات. ونحن الذين أحيانًا وجميعنا بروحه، إنّما نسير نحو كمال التاريخ الإنسانيّ، الذي يتناسب تمامًا ومخططه المجبول بالحبّ: “أن يجمع كلّ شيءٍ تحت إمرة قائدٍ واحد، أي المسيح، كلّ ما في السماء وكلّ ما في الأرض”.
ولقد قال السيد المسيح نفسه: “ها أنا آتٍ أحمل الجزاء لكلٍّ حسب أعماله. أنا الألف والياء الأوّل والآخر، البداية والنهاية”[1].
[1] الكنيسة في عالم اليوم، 39 و45.