Marie "Knotenlöserin", Église Sankt-Peter (Augsbourg, Allemagne) @YouTube

ما الفرق بين التكريم والعبادة؟

ضرورة تكريم مريم العذراء 

Share this Entry
١ – الفرق بين التكريم والعبادة:
التكريم هو تقديم الإكرام والإحترام والخضوع لشخص آخر شهادةً واحتراماً بسموه .
أما العبادة فهي خاصة بالله وحده بما أنه الرب السامي، الكائن بالذات، والإله الحق، الإله الخالق وغير متناهي في الكمال والقداسة، فتعترف الخليقة بعدمها أمام ربّها وإلهها .
والإكرام العادي هو ما يُقدّم للملائكة والقديسين بما أنهم المقرّبون إليه تعالى. فإحترامنا لهم راجع إلى الله.
والإكرام الفائق هو الذي يفوق إكرام الملائكة والقديسين والخاص بمريم العذراء والدة الإله وحدها. بما أنها تفوق الملائكة والقديسين جميعاً بالنعمة والكمال والمجد.
فإذا كان الشخص يستحق الإكرام بقدر عظمته ورفعة ومقامه، فكم تستحق إذاً منا الإكرام من ارتفعت متسامية في كلّ شيء على جميع الخلائق الأرضية والسماوية، ولم تنل السمو من الخليقة الأرضية، بل من الله تعالى القوي القدير، كما قالت العذراء مريم نفسها: “لأن القدير آتاني فضلاً عظيماً، قدّوسٌ اسْمُه” ( لوقا ١ : ٤٩ )
ولقد أشار القديس اوغسطينوس الشهير بذكاء عقله وتوقد ذهنه إذ قال: “ ليس للعقل أن يدرك كمال العذراء ولا للسان أن يصف سمو مقامها ” .
فإن مريم بإختيارها أُماً لإبن الله قد أشركها الآب الأزلي في أبوته لإبنه الحبيب معها في أمومتها له.
فمنذ الأزل الآب ولد الإبن، وفي ملء الزمان ولدت مريم يسوع ابن الله، ” فلمّا تمّ الزمان، أرسل الله ابنه مولوداً لإمرأةٍ، مولوداً في حُكم الشريعة ليفتدي الذين هم في حُكم الشريعة، فنحظى بالتبني” ( غلاطية ٤ : ٤-٥ )
٢ – ثقتنا بمريم والدة الإله :
لنكن على ثقة بأن كل ما نفعله لإكرام العذراء مريم لا نزيد به الأكاليل المعدة لنا في السماء بهجةً وضياء فقط، بل نستمطر علينا ونحن على الأرض أيضاً نعماً وتعزيات وافرة روحية وسماوية. وهذا الأمر يحققه لنا الاختبار الشخصي فلا حاجة إلى اثباته .
فلِمٓ الكنائس العظيمة والمعابد العديدة المشيّدة على اسمها؟ ولِمٓ الجمعيات والأخويات الموضوعة تحت حمايتها؟
وعمّ تخبر الأعياد والأيام المخصصة بها المبتهجة بضياء مناقبها، والمتعطرة بزهور فضائلها؟ أليست كلها ألسنة ناطقة باعتناء مكرميها، وتكاتف الجميع واتحادهم لتعظيمها وتكريمها؟
أما يشهد بحسن مجازاتها لمكرميها ربما نالوا بواسطتها من النعم التي يصعب علينا إحصاؤها، فكم أفرجت عن متضايقين.. وكم أغاثت من مظلومين.. وعزّت من حزانى ومضطهدين.. وشفت من مرضى.. وأغنت من فقراء.. ونجت من مهددين بالأخطار والهلاك..
 فإكرامها لم ولن يتوقف من وجدان وضمير  وقلب الإنسان، ولا من شعوب الأمم.
العذراء لا يطوبها المسيحيون فقط بل غير المسيحيين أيضاً كما تنبأت هي بنفسها قائلةً: ” وستطوبني بعد اليوم جميع الأجيال” (لوقا ١ : ٤٨ ) .
وعنها قال ابن سيراخ : ” تُعظم في شعبها وتُمجد في ملأ القديسين وتُحمد في المختارين وتُبارك بين المباركين”( ٢٤ : ٣ – ٤ )
ولذلك القديسون المستنيرون بنور الله، لتأكيدهم ضرورة إكرامها قد تمسكوا به في كل وقتٍ وحينٍ وعصر محرضين الغير عليه، وبالأخص القديس كريكور الناريكي والقديس إفرام السرياني والقديس برنردس والقديس توما الأكويني اللاهوتي الذين نسبوا إليها كل ما أنعم عليهم من علم وقداسة .
أفعال وعواطف الإكرام :
والآن لم يبقَ علينا إلاّ أن نعرف على أي شيء يقوم هذا الإكرام. فإنه يقوم  على ثلاثة أفعال أو ثلاثة عواطف، أعني بها:
عاطفة الإحترام والإجلال المقابلة لعظمتها وسمو مقامها بصفتها ” أُم الله “، وعاطفة الرجاء والإتكال المقابلة لقدرتها وجودتها، إذا التجأنا إليها في إحتياجاتنا. وعاطفة الحب البنوي المستوجبة كمالاتها، وصفة كونها أُمنا الحبيبة الغالية.
فمن هذه العواطف الثلاثة تولد جميع عواطف القلب التي تقيّم إكرامها وتكملّه .
فإذا أحببت، أخي المؤمن، أخي القارئ، أن تكون لها ابناً صادقاً وخادماً أميناً وعبداً مخلصاً، فاجتهد أن تحبها حُباً جماً، وتثق بها ثقة تامة، معلناً احترامك لها ومديحها والثناء عليها بالثقة التامة بها وفي الإلتجاء إليها في جميع المحن والشدائد.
وهكذا من قبلك أكرمها جميع القديسين .
Share this Entry

المطران كريكور أغسطينوس كوسا

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير