تجاهل الحق ينتج الموت

الرب عانى من لامبالاتنا امام تجريح الحق و الحب

Share this Entry
يتحدث كتاب (رجال عاديون) عن وحدة من الشرطة الألمانية، وهي كتيبة الاحتياط 101، كانت مسؤولة عن تنفيذ عمليات القتل الجماعي خلال الهولوكوست. يُظهر الكتاب رؤية معمقة حول الشر وكيف يمكن أن يظهر حتى بين أشخاص عاديين كانوا مدربين على الحماية واذ بهم يصبحون لامبالين بالتمييز و يختارون الانصياع الى الصوت الآمر ان يكونوا السوط الذي ينفذ إبادة.
و اليوم، كما الأمس القريب و ذاك الغابر، لا يزال أناس (عاديون) يرسمون ملامح الشر الهادر… على اصقاع الأرض أنين مثابر، و كم من المرات مررنا جنبه مرور العابر الذي بلامبالاته يكابر!!
و الرب عانى من لامبالاتنا امام تجريح الحق و الحب، ففي لحظة رهيبة من حياة يسوع مشهدٌ غريب وصعب:
الخالق و ديّان العالم، يُقدم كسجين و مجرم في دارة بيلاطس البنطي بعد جلده بشراسة. وفي معرض المحاكمة، قام الحاكم الروماني بتقديم يسوع امام الجموع. اناس عاديين كانوا من اجل الشهادة للحق مدعوين!
ولكن هم ايضاً بأنين الحق لم يكونوا بمبالين و بمنطق القوة كانوا مخدرين فاصبحوا من الصالبين!
أما بيلاطس فخرج يغسل يديه من دم البريء مقدّماً العدل ثمناً لرضى القيصر القوي. خرج ليعلن براءة سيحكم عليها صلباً… هو ايضاً كان من بين اللامبالين بإعلاء الحق المبين!
وبعد المحاكمة بسنين …
يأتي خبر من يوسابيوس، المؤرّخ وأسقف قيصرية، أنّ بيلاطس انتحر أثناء حكم كاليجولا. في هذه النهاية المؤسفة للحاكم الروماني ما يذكر عالمنا اللامبالي أن تجاهل الحق ينتج الموت.
أن تقديم المسيح لصليب لامبالاتنا ومصالحنا الضيقة ينتج الموت.
وها هو المسيح اليوم وهنا: خارج “المدينة”، وعارٍ من عباءات أفكارنا التي نسقطها عليه وسيبقى ذاك المصلوب القائم من قبورٍ جديدة ومتجددة نحاول أن ندفنه فيها!
ها هو اليوم: يدعونا أن نعيش ملء إنسانيتنا كما إبتدعها يوم الخلق ذاك!
رجال ونساء عاديون لكن بحلة قلوب بيضاء لا تعرف سواد الظلم ولا إحمرار إراقة الدماء ولا هي في نصرة الحق رمادية!
ولكن كعادته يقدس الحرية…
فهل سنسلم دعوته للصمم؟
أم ندع قيامته تتبلور خلقاً جديداً يداوي كل كَلَم؟
Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير