من هي الشهيدة القديسة بربارة؟

نبذة عن حياة القديسة بربارة الشهيدة

Share this Entry
ولدت بربارة في أوائل القرن الثالث للميلاد في مدينة “نيقوميدية” ، وكانت الإبنة الوحيدة لوالدها “ديوسقورس”الوثني المتعصب الذي اشتهر في قومه بالغنى الفاحش ، والجاه، وقساوة القلب ، وبكرهه للمسيحية
أما وحيدته بربارة فكانت دمثة الأخلاق ، لطيفة ومتواضعة ، تحب الناس كافة .
ماتت والدتها وهي صغيرة ، فأقام والدها حرسا على بربارة لتبقى في القصر من شدة خوفه عليها.
ورتبت العناية الألهية أن تكون في القصر خادمة مسيحية أرشدت بربارة لعالم مسيحي يدعى أوريجانوس ليرد على كل تساؤلاتها .
فأرسلت إليه بربارة وكشف عن كل أفكارها ثم أرشدها وأرسل لها رسالة قيمة بها تعاليم عن العقيدة المسيحية وناولها وعندئذ نذرت نفسها للمسيح كراهبة لعريسها السماوي. كل ذلك دون أن يعرف والدها شئ عن اعتناقها المسيحية ونذرها.
فوجئ والدها بتغير كبير جداً من حيث زهدها في الملابس وطريقة كلامها
ففاتحها في موضوع زواجها فأجابت بكل أدب ووداعة : ” أنت وحيد في هذه الدنيا يا أبي ولا أريد أن أتركك وأتزوج بل أكون في خدمتك كل حياتي ولا سيما وأنت الآن قد شخت ومحتاج إليّ”
فحسن الكلام في عينه وتركها .
ولكن بعد فترة، لاحظ ابنته بربارة قد حطمت أصنامه فهاج كالوحش الكاسر وأوشك في ثورة غضبه أن يقضي عليها ضربا وتجريحا ولكنها هربت من أمام وجهه ، وبعد أيام فاتحها ثانية بأمر تزويجها من شاب وثني ، فرفضت معلنة له بأنها قد وهبت نفسها للرب يسوع ، فخر ج عن طوره وكاد أن يفتك بها معتبرا كلامها إهانة له ولدينه الوثني.
هربت بربارة من القصر وأبوها يركض وراءها فمرّت بحقل مزروع بالقمح وليخفيها، الله جعل سنابل القمح تنمو فتغطيها، كما أنها حاولت اخفاء ملامح وجهها عن ابيها عندما هربت في الحقل، فخربشت على وجهها بالفحم الأسود، ولكن أمسكها والدها وأعادها ووضعها في قبو مظلم.أخذها في اليوم التالي أرسلها إلى الوالي مركيانوس وعندما عجز عن إقناعها بكل ما قدمه لها من إغراءات، استشاط غيظاً وغضباً وحقداً، وأمر بضربها وتعذيبها وجلدها بأمشاط كالسكاكين، وقادها عارية أمام الجماهير، وهي مثخنة بالجراح.
ولكنها، ولشدة ايمانها بالمسيح طلبت من الطفل يسوع أن يقويّها ويستر لها عريها حتى لا يهزأ الناس منها. وللحال ألبستها الملائكة السماوية حلّة بيضاء وداوى يسوع جراحاتها. وعندما رآها الحاكم والناس من حوله، كيف بدت وهي ترتدي الحلّة البيضاء البهية وقد شفيت جراحاتها، تعجبوا كثيراً مما شاهدوه، وهنا استشاط الحاكم غضبا وغيظا، فأمر بقطع رأسها.
فقادها أبوها إلى خارج المدينة، وعندما وصل إلى قمة الهضبة، جثت بربارة على الأرض، وضمت يديها إلى صدرها على شكل صليب، وحنت رأسها. فتناول أبوها الفأس وقطع به رقبتها، فهوت. اخترت إكليل المجد .
القديسة بربارة هي شفيعة الذين في الشدائد والأخطار والأوبئة ويستنجدون بها المعرّضون لخطر الصواعق. وكذلك يستعين بها رجال الإطفاء وعمال المناجم والبناؤون والنجارون.
صلاة للقديسة بربارة الشهيدة :
“يا قديسة بربارة، شهيدة المسيح المخلّص، علّمني أن أتشبه بكِ، فأرفض على مثالكِ الكذب والخيانة. علّمني أن أرد الشر بالخير، وأن أصلي لمن يبغضونني كما فعلتِ. علّمني أن الألم الذي يُقدّم بحبّ يستطيع أن يخلّص نفسي ويقدّسني.
يا شهيدة الإيمان، يا من احتملتِ كل الآلام والعذابات حبًا بيسوع المسيح، تضرّعي لأجلنا، ولأجل جميع المسيحيين المضطهدين، لكي نحتمل آلام هذا الدهر فنكون شهودًا للمسيح الملك.
يا قديسة بربارة، يا من كفرتِ بهذا العالم وشهواته وحطّمتِ الأصنام في بيت أبيكِ، اطلبي لنا من المسيح الإله أن يعيننا على تحطيم قيود الخطيئة وسلاسل الآثام التي تُكَبِّلُنا، ويبعد عنا مكائد الشيطان والشهوات الأرضية. امنحنا نعمه لنستحق أن نشاهده معكِ وجهًا لوجه في ملكوته السماوي برفقة أمّنا العذراء مريم وجميع القدّيسين. آمين.”
+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك
Share this Entry

المطران كريكور أغسطينوس كوسا

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير