ترأس البابا فرنسيس أمس الأحد قداسًا إلهيًا في بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان وسام خلالها تسعة كهنة لأبرشية روما ودعا الأب الأقدس في العظة التي تلاها إلى التأمل بالرب يسوع “الكاهن الأعلى الوحيد في العهد الجديد” والذي فيه أضحى شعب الله كله “شعبًا كهنوتيًّا”.
ورغم أن كل الشعب المسيحي هو شعب كهنوتي، شاء الرب أن يختار “بطريقة خاصة من بين كل تلاميذه بعضا، كي يمارسوا في الكنيسة وبطريقة علانية، وباسمه، الدرجةَ الكهنوتية من أجل جميع البشر، مكملين رسالته الشخصية كمعلم، وكاهن، وراعي”.
وبالحديث عن الكهنة الجدد قال: “هم سيكونُون بالحقيقة مشابهين للمسيح الكاهن الأعلى والأبدي، أي سيُكرَّسون ككهنة حقيقيين للعهد الجديد، وبهذا اللقب، الذي يوحدهم في كهنوت أسقفهم، سيكونون مبشرين بالإنجيل، ورعاة لشعب الله، ومترأسين للصلوات الطقسية، لا سيما في الاحتفال بذبيحة الرب”.
هذا ودعا البابا فرنسيس الكهنة الجدد إلى عيش الكهنوت بعمق من خلال حياة مطبوعة بصورة يسوع المسيح: “أعطوا للجميع كلمة الله تلك، التي انتم أنفسكم قد نلتموها بفرح. تذكروا أمهاتكم، وجداتكم، ومعلمي التعليم المسيحي الذين أعطوكم كلمة الله، الإيمان… عطية الإيمان”.
وتابع: “لتكن عقيدتكم طعاما لشعب الله، وليكن عطر حياتكم فَرَحًا وعونا للمؤمنين بالمسيح، لكي من خلال الكلمة والمِثال تشيدوا بيت الله، الذي هو الكنيسة”.
وأضاف: “لهذا إعرفوا ما تفعلون، وتمثلوا بما تحتفلون، لكيما بالاشتراك في سر موت وقيامة الرب، تحملون موت المسيح في أعضائكم وتسيرون معه على ضوء الحياة الجديدة”.
هذا ودعاهم إلى عيش الأسرار دون كلل: “فأنتم، عن طريق سر المعمودية، ستُدخِلون مؤمنين جدد إلى شعب الله؛ ومن خلال سر المصالحة ستغفرون الخطايا باسم المسيح والكنيسة: واليوم أطلب منكم باسم المسيح والكنيسة: من فضلكم، لا تملوا من أن تكونوا رحماء؛ ومن خلال الزيت المقدس ستمنحون غوثا للمرضى وللمسنين: لا تخجلوا من العطف على المسنين؛ وعن طريق الاحتفال بالطقوس المقدسة وبرفع صلاة التسبيح والتضرع أثناء ساعات اليوم المختلفة ستكونون صوت شعب الله والبشرية بأسرها”.
وختم بالقول: “ضعوا دائما نصب أعينكم مثال الراعي الصالح، الذي لم يأتي ليُخدم، ولكن ليَخدم، وليخلص من قد هلك”.