لا يمكنُ أن نفكّر في أنه هناكَ لاهوتٌ من جهة ، وناسوتٌ من الجهة الآخرى في شخص يسوع المسيح ؛ فليسَ يسوعُ ” نصف إلهٍ ” ، و ” نصفَ إنسان ” !
وليس هناكَ ، ” شيزوفرينيا ” في يسوع .. شخصين !
الواحد يفكّر ويعمل كإله ، والآخر يفكّر ويعمل كإنسان ضعيف ، لا حولَ له ولا قوّة ..
ولا يوجد ” ناسوتٌ محايد ” في يسوع .. الطبيعة (سنراها لاحقا ) الإلهيّة ، والطبيعة الإنسانيّة ، متحدتين بلا إنفصال ، ولا إنقسام ، ولا إمتزاج ، ولا إختلاط ، تبقى الطبيعة الإلهيّة وتبقى الطبيعة الإنسانيّة ( وهنا لا نقصدُ بالطبيعة / الطبع .. أبدًا .. لإن الطبع نفسانيّ لا يخصّ حقيقة الكيان الإنسانيّ ) .. لا بل الطبيعة الإنسانيّة بإتحادها بالله ، تصيرُ أكثرَ إنسانيّة ، على صورة الله ومثالهِ .. فنحنُ مدعويين للمشاركة مع الله …
لكن ، نحنُ نريدُ أن نفهم كيفيّة إتحاد الله بالإنسان ، بعيدًا عن الخيال والوهم ، وحتى الشرك بالله ! . هل عندما ماتَ يسوع ، ماتَ إلهًا ، بحسب طبيعته ، أم أنّ اللاهوت لم يتأثّر بالموت ؟ معلومٌ هو أن اللاهوت لم ينفصلَ أبدًا ولا طرفة َ عين ولا لحظة عن الناسوت ، فكيفَ نحلّ الإشكاليّة هذه ، التي تصيبُ الكثرينَ بالحيرة ، وفي أكثر الأحيان : بالشكوكْ .!
يتبع